في 6 سنوات.. أبرز محطات التدخل الأمريكي في سوريا منذ اندلاع الأزمة
صورة أرشيفية
لم يغب التدخل الأمريكي في الأزمة السورية منذ اليوم الأول لها، حينما انتفض الملايين من أفراد الشعب السوري، مطالبين بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في فبراير عام 2011، فتارة تبدو الإدارة الأمريكية مطالبة النظام السوري بالتنحي عن السلطة، وأخرى تستخدم لغة التهديد والوعيد بتدخلات مباشرة لحل الأزمة، حتى كان قرار القوات الأمريكية بقصف قاعدة "الشعيرات" الجوية السورية بصواريخ من نوعية "توماهوك"، لتحمل تلك الخطوة تطورًا جديدًا في التدخل الأمريكي العسكري ضد نظام "الأسد".
بداية الظهور الأمريكي في الأزمة السورية كان عبر بيان للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في 18 مارس عام 2011، أعلن فيه وقوفه مع الشعب السوري في رغبته في التحول ديمقراطيًا، وأدان العنف الذي استخدمه النظام السوري ضد المتظاهرين المطالبين بحقوقهم وحريتهم في التعبير، وحقهم في عيش حياة كريمة، داعيًا الرئيس السوري "بشَّار الأسد" للاستماع لمطالب الشعب، مخيّرا إياه بين قيادة التحول الديمقراطي في البلاد، أو الرحيل عن الحكم.
الولايات المتحدة الأمريكية، قررت محاصرة نظام الأسد، في أغسطس عام 2011، حينما سعت لفرض حزمة من العقوبات الاقتصادية على سوريا في 29 أبريل عام 2011، وشملت جهازي المخابرات السوري وتحظر التعاملات التجارية مع سوريا وتجمد أصولا في خطوة تستهدف ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري وقائد الفرقة الرابعة دبابات آنذاك، ثم تطور "واشنطن" تلك العقوابات لتشمل "الأسد"، ذاته، و6 من قيادات نظامه في ضغط لإجباره على الاستقالة من منصبه.
الحديث عن التدخل العسكري بدأ في أوائل عام 2012، حينما دعا جورج ماكين، عضو مجلس الشيوخ: الأمريكي، لقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لجهدا دوليا لحماية المراكز المدنية الرئيسية هناك من خلال ضربات جوية ضد قوات الأسد، وهو ما أيده "باراك أوباما"، الرئيس الأمريكي آنذاك، غير أن ذلك المشروع لم يلق دعما دوليا ولا قبولا من قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، التي دعاها "أوباما" للتدخل العسكري على غرار ما حدث في ليبيا.
عقب فشل خطة أمريكا لتدخل "الناتو" في سوريا، اتجهت الولايات المتحدة لنوع آخر من المناورة، تمثل في ممارسة ضغط سياسي لإقناع كل من روسيا والصين وإيران بضرورة التخلي عن نظام "بشار الأسد"، قبل أن تقدم "واشنطن" على خطوة السماح بتسليح الجيش السوري الحر، في عام 2013، رغم تعسر التقارب بين الطرفين لفترة طويلة، ثم تطوير التعاون بين الولايات المتحدة وـ"الجيش السوري الحر" إلى نشر قوات خاصة بسوريا لدعم القوات التركية والجيش السوري الحر في سبتمبر عام 2016.
مع تشكيل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش" في 2014، استغلت الولايات المتحدة الأمريكية وجود ذلك التحالف بقيادتها، ومارست العديد من المناوشات العسكرية ضد نظام "الأسد"، أولها كانت حينما نفّذ طيران التحالف غارة جوية استهدفت معسكراً تابعاً لقوات نظام الأسد، وأسفرت عن مقتل أربعة جنود وإصابة 13 آخرين، في 7 ديسمبر عام 2015، ثم كانت الضربة الكبرى لنظام "الأسد" حينما قصف التحالف مواقع تابعة له وقتل 60 من جنود الجيش النظام السوري في سبتمبر عام 2016.
مع تولي الرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترامب" حكم الولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير عام 2017، بدت الأمور سائرة في اتجاه التنسيق المشترك مع روسيا لمواجهة الجماعات الإرهابية في سوريا، ومحاولة التوصل لحل سياسي للحرب الأهلية السورية، قبل أن ترد القوات الأمريكية بقصف قاعدة "الشعيرات" كرد على استخدام قوات تابعة للجيش السوري لغازات سامة في عملية عسكرية شهدتها مدينة "إدلب" السورية قبل أيام.