أكدت منظمة العدل والتنمية القبطية المتخصصة فى «حقوق الإنسان» أن الرئاسة تمارس هذه الأيام ضغوطاً على البابا تواضروس لتوجيه الأقباط المصريين إلى عدم النزول يوم 30 يونيو للمطالبة بإسقاط نظام الحكم الإخوانى. وقبل هذا التأكيد بساعات صدر قرار جمهورى بالموافقة على بناء أول كنيسة أرثوذكسية بقرية النوبارية بالبحيرة، وكأن الرئاسة أرادت رشوة الأقباط بهذه الكنيسة نظير عدم المشاركة فى مظاهرات يوم الحساب، ظنا منها أن هؤلاء المواطنين المصريين من السذاجة بحيث ينسون دماء الأقباط التى أريقت فى «الخصوص»، وفى أحداث الكاتدرائية، وغيرها من الفتن الطائفية التى اشتعلت فى عهد النظام الإخوانى، بالإضافة إلى تناسى التصريحات النارية التى صدرت على ألسنة دلاديل الجماعة، بل وبعض رموزها، واتهمت المواطنين المصريين الأقباط بالوقوف وراء مجموعات البلاك بلوك، وأن شبابها مسيحيون أقسموا يمين الولاء للكنيسة! ناهيك عن تأكيد بعض أفراد الجماعات على معاملة الأقباط المصريين كأهل ذمة، وليس كمواطنين مصريين يتمتعون بحقوق متساوية مع غيرهم.
هيهات هيهات أن يسمع أحد لصوت الفشل، وضغوط الفشلة، وأعداء الوطنية والمواطنة، وسوف أفترض جدلاً أن أحد المسئولين داخل الكنيسة المصرية خرج يدعو المصريين الأقباط إلى عدم المشاركة فى ثورة 30 يونيو، فهل سيؤدى ذلك إلى جلوسهم فى البيوت؟ إن ضغوط الرئاسة على الكنيسة لا تزيد عن كونها علامة جديدة من علامات ساعة زوال مرسى ونظامه الإخوانى. ولعلك تذكر أن الأنبا «بيشوى» خرج قبل ثورة 25 يناير بأيام يدعو الشباب القبطى إلى عدم المشاركة فى المظاهرات، فهل استجاب أحد؟ إن فعاليات ثورة يناير تشهد على أن المصريين الأقباط كانوا جزءاً من النسيج الوطنى الذى نزل إلى الشوارع من أجل التخلص من الطاغية، ولم يسمعوا إلا لصوت أحلامهم وأشواقهم إلى مصر جديدة ترتكز على تطبيق حقيقى لمبادئ المواطنة. وقد واصل الأقباط رحلة السعى نحو تحقيق هذا الحلم طيلة الفترة الانتقالية، وسقط من بينهم عشرات الشهداء، ولن تنسى الذاكرة المصرية ما وقع فى مذبحة ماسبيرو (9/10/ 2011).
«مرسى» مثل «حسنى»، كلاهما يحاول اللعب فى الوقت الضائع، الحمق يعشش فى أخاديد عقليهما، والغباء بالوراثة لدى من يظن أن أى مؤسسة فى مصر قادرة على تحريك مواطن. الزمان اختلف والمواطن اليوم يتحرك مدفوعاً بأوجاعه وآلامه وإحساسه العميق بما يعانيه من مشكلات، وليس بإيعاز من أى مؤسسة، لم يعد أحد بقادر اليوم على خداع المصريين، أو التأثير على قراراتهم. مواطن 30/6 يتحرك من وحى إيمانه بأنه جدير بحياة أفضل من معادلة الموت بالحياة التى أدخله فيها النظام الإخوانى، جدير برئيس خير من مرسى الذى أوردنا وجماعته موارد الهلاك، جدير بحكومة أرقى من حكومة قنديل التى لا تصلح لإدارة «كشك سجاير».. سيرحل مرسى وجماعته وحكومته ودلاديله.. ويبقى الشعب!