«خلايا الوادى».. مزيج «داعش والإخوان» فى الدلتا للانتقام من مؤسسات الدولة واستهداف الأقباط
آثار الانفجار فى كنيسة «مارجرجس» بطنطا
شكَّل تنظيم أنصار بيت المقدس فى عام 2013 ما يُعرف بـ«خلايا الوادى»، كمجموعات إرهابية فى بعض مدن الدلتا عن طريق ما يُسمى «تنظيم أنصار بيت المقدس»، فى محاولة للخروج من سيناء إلى مناطق أخرى، وكان من تلك المجموعات والخلايا، «عرب شركس»، و«خلية الدقهلية»، التى استهدفت مديرية أمن الدقهلية، إلا أن قوات الأمن نجحت فى مطاردة تلك المجموعات وتصفيتها، لكن من تبقوا من فلولها تجمعوا من جديد مع بعض شباب تنظيم الإخوان الذين رأوا فى تنظيم «داعش» نموذجاً ملهماً للانتقام من النظام فى مصر بعد عزل محمد مرسى وإسقاط حكم الإخوان.
«الهلباوى»: مجموعات صغيرة تتحرك فى سرية.. «الزعفرانى»: عادوا من سوريا والعراق ومدربون على التفجير
وكان الدور الأبرز فى تشكيل تلك المجموعات يرجع إلى «هشام عشماوى»، الضابط المفصول من الخدمة، وخصوصاً تلك الخلية التى حاولت استهداف اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية السابق، غير أن «عشماوى» انفصل عن «بيت المقدس» بعد أن أعلن «الأنصار» البيعة لتنظيم داعش، فشكّل الضابط المفصول مجموعة جديدة باسم «المرابطين»، وعندها دعا عناصر «داعش» فى ليبيا صراحة إلى قتله، لموقفه الرافض لتنظيمهم وقتاله ضدهم فى ليبيا بعد فراره من مصر.
فى مارس الماضى، أعلنت صفحة «صوت الإخوان» على مواقع التواصل الاجتماعى، انضمام 7 مجموعات نوعية «مجموعات عنف» إلى داعش فى سوريا.
ودائماً ما يحاول تنظيم داعش استحضار ألفاظ وأحداث من الماضى تتمتع بشعبية لدى جمهور بعينه يخاطبه فى مصر من السلفيين والإخوان والجماعة الإسلامية، فى محاولة منه لاستمالتهم إلى صفوفه وتحميسهم لارتكاب مزيد من العنف، وتقديم تبريرات دينية لأعماله الإرهابية، فى صورة مُلهمة للجمهور المخاطب، وحدث هذا مرتين فى مصر، الأولى فى فبراير 2015، عندما ذبح فرع التنظيم فى ليبيا 21من أقباط مصر فى ليبيا، وقال إن العملية جاءت انتقاماً لكاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، مدعياً تعرضهما للاضطهاد من قبَل الكنيسة بسبب إسلامهما.
وكان اختيار «داعش» للأقباط فيه دلالة واضحة على أن التنظيم يريد أن يروج للقضية دينياً، وأن هذه العملية تجاه من سماهم «النصارى الذين وقفوا إلى جانب عبدالفتاح السيسى»، رئيس الجمهورية، وحاول التنظيم استخدام القصة سياسياً لخلخلة القوى السياسية المحيطة بالرئيس، التى يعتقد «داعش» والتنظيمات المتطرفة أن الأقباط يُمثلون فيها قطاعاً واسعاً.
من جانبه، قال الدكتور كمال الهلباوى، القيادى الإخوانى المنشق، لـ«الوطن»، إن خلايا الوادى هى مجموعات معينة وتنظيمات تتحرك بسرية تامة، هدفها الانتقام، مضيفاً: «قد تكون تلك المجموعات تابعة لتنظيمات كبرى أو مجموعات صغيرة غير منتمية لتنظيم، إلا أن هدفها واحد، وهو الانتقام».
وأكد خالد الزعفرانى، القيادى الإخوانى المنشق، أن الخلايا العائدة من القتال فى سوريا والعراق، إلى مصر، مُدربة على تنفيذ عمليات شديدة الخطورة، بدليل حادث الكنيسة البطرسية، وانفجارى طنطا والإسكندرية أمس، مضيفاً: «أتوقع مزيداً من الانفجارات، خصوصاً أن بين العائدين من سوريا والعراق مجموعات لا تعلم أجهزة الأمن عنها شيئاً، وهناك 5 آلاف داعشى مصرى فى العراق، ومن المتوقع عودة الكثير منهم، ومحافظة مثل الفيوم فيها وجود كبير للفكر التكفيرى الداعشى».
وقال اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن هناك ثلاثة أسباب لتلك الهجمة الشرسة على الكنائس، أولها الزيارة التاريخية التى أجراها الرئيس السيسى إلى أمريكا، ونتائجها الناجحة، والثانى تطهير جبل الحلال فى سيناء من المجموعات الإرهابية، وتمركز القوات المسلحة، وكشفها وضبطها الكثير من السيارات والأسلحة والمتفجرات وأماكن التدريب، والسبب الأخير، هو العمليات الاستباقية للشرطة، وخصوصاً الأمن الوطنى، فى الأيام الماضية، بدمياط والغربية والبحيرة والإسكندرية والمنوفية، وضبط العديد من العناصر الإرهابية، وهو ما دفع الباقين من الهاربين إلى تنفيذ العمليات الانتحارية، مضيفاً: «الأمن الوطنى أصبح قاب قوسين أو أدنى من وضع يده على باقى أفراد تلك العصابة داخل البلاد».