بعد أكثر من 30 سنة طوارئ.. مصريين لسّه بيسألوا «يعنى هيحصل إيه؟»
الدكتور أحمد دراج
أكثر من 30 عاماً من الطوارئ، عاشها المصريون تحت حكم الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، تضمنت عشرات التظاهرات والنداءات والدعاوى القضائية من أجل إبطال القانون الذى تبلغ أقصى مدة لتطبيقه ثلاثة أشهر فقط، إلا أن المصريين عاشوا تحت أحكامه فى عهد «مبارك» دون انقطاع منذ 1981 وحتى مايو 2012، فترة ليست بالقصيرة، إلا أنها لم تبدُ كافية ليتعرف عليه المصريون بالصورة التى تشبع فضولهم مع إعادة فرضه من جديد بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى، عقب التفجيرات الأخيرة، فى كل من طنطا والإسكندرية.
«صابرين» خلطت بين الطوارئ وحظر التجوال.. و«محمد»: ضرب نار عشوائى
«يعنى المفروض يحصل إيه دلوقتى؟» سؤال بين عشرات الأسئلة التى وجهها مصريون إلى بعضهم بعضاً بجدية شديدة، رحاب منعم كانت واحدة من هؤلاء بدت قلقة بشأن تأشيرة السفر التى كانت تستعد لاستصدارها، بدأت فى توجيه المزيد من الأسئلة لكل من تعرفهم: «هينفع تطلع ولا بعد الطوارئ؟».
سؤال بدا غريباً من نوعه لكنه لم يكن الأغرب، صابرين يوسف اختلط عليها الأمر بين الطوارئ وحظر التجوال، لذا سارعت إلى قضاء التزاماتها قبل الواحدة ظهراً، سوء فهم شاركتها فيه سالى بدوى، التى خمّنت «أعتقد زى أيام الثورة هيمنعوا الناس من نزول الشارع بعد ساعة معينة، لأنهم نزلوا الكلية» لتتخذ قرارها فى النهاية «مش رايحة الكلية بكرة»، محذرة معارفها، إلا أن صديقتها دعاء أحمد أوضحت لها الأمر ببساطة «اتحركى براحتك، محدش هيوقفك إلا لو كان فيه شبهة».
المزيد من التفسيرات توالت، بدا بعضها متطرفاً للغاية كمحمد ماهر الذى أكد «الطوارئ يعنى أى حد ما يعجبش الأمن هيتضرب بالنار عشوائى والدستور هيتغير بسهولة»، بينما بدت بعض التفسيرات الأخرى متطرفة على الجانب الآخر كـ«ليلى المرصفاوى» التى رأت «قانون الطوارئ ده مجرد إعلان شفوى كده عشان يخوفوا الإرهابيين وخلاص، لكن مفيش حاجة هتحصل».
«هيعرفوا منين؟ جهل مطبق نتيجة طبيعية لـ30 عاماً من الطوارئ» يتحدث الدكتور أحمد دراج، القيادى السابق بحركة «كفاية»، مؤكداً أن مثل تلك الأسئلة يمثل دلالة مهمة على مستوى الوعى السياسى «ناس عاشت تلاتين سنة تحت حكم قانون لسّه بيسألوا عامل إزاى، أكبر دليل على غياب دور الدولة والأحزاب فى التوعية السياسية».