ماذا ستفعل لو اقتحم أحد اللصوص بيتك لسرقتك واغتصاب امرأتك وقتلك بداخله؟ سترد بالطبع على سؤالى بأنك ستدافع عن بيتك ومالك وعرضك وحياتك ويا قاتل يا مقتول.. عظيم. إذن دعنى أسألك: هل سيتغير موقفك من هذا اللص لو علمت أنه من نفس دينك أو جنسيتك؟ بمعنى هل سيتغير موقفك لو علمت أنه يؤمن بنفس انتماءاتك؟ أسمع إجابتك وأنت تقول لى: بالطبع لا.. جميل جداً. إذاً أنت صنفت هذا اللص القاتل عديم الشهامة بأنه عدو لك. أليس كذلك؟ أسمع صوتك يقول لى: نعم. هائل ها نحن وصلنا لمربط الفرس، وهو أن العدو لا يُشترط فيه أن يكون من خارج حدود الوطن مختلفاً عنا، ولكنه كل معتدٍ على حقوق الغير وحرماته. تحمّلنى فى أسئلتى ودعنى أسألك سؤالاً آخر: لو جاءك قريب لك وطلب منك استضافته فى بيتك، فرحّبت به وفتحت له ذراعيك بحكم الأخوة والقرابة والإنسانية ثم وجدته بعد عدة أيام يغير نظام بيتك دون الرجوع لك، ويوقع بين أبنائك ويقول لك إن هذا بيته وسيتصرف فيه كيفما يحلو له وإنه لن يخرج منه.. هل ستسكت عليه؟ طيب.. لو سكتَّ عليه من باب صلة الرحم وباب «اصبر على جار السوّ يا يرحل يا تجيله مصيبة تاخده»، ثم وجدته يلعب فى أساسات البيت ويهدد أمنه وسلامته ويعرضه للانهيار فى أى لحظة، هل ستواصل صمتك؟ لا أعتقد. جميل، ولكن ما هو تصنيفك لهذا الرجل؟ ستقول إنه عدو لم يراع لك كرمك. عظييييييم جداً. وصلنا لمربط الفرس الثانى وهو أن العدو لا يُشترط فيه أن يكون غريباً عنك أو ذا ملامح تعارفنا على أن تكون للأعداء، لأن إخوة يوسف كانوا من لحمه ودمه ولكنهم ألقوه فى غياهب الجب وكادوا يقتلونه قبلها. وطالما وصلنا لتلك النقاط فدعونى أقل لكم إن حال الإخوان وكل متاجر بالدين كهذين المثلين، وطبق عليهما أى الوصفين شئت، لأنهم باتوا أعداء لنا وللوطن، فلم يراعوا حرمات الأرض واغتصبوا ما لهم وما ليس لهم، ومارسوا علينا كل مشاعر الاستعلاء والإقصاء وكأنهم ورثوا مصر كوسية بأهلها، وتحالفوا مع أعداء نعلم علم اليقين أنهم أعداء لن يراعوا فينا حرمة الدم والمال والعرض ولا المصلحة. وهكذا بتنا على شفا جرف هار من النار يهددنا بالسقوط فيه كل يوم ونحن نرى مصالح الوطن تضيع وهيبته تُستباح. وهكذا أيضاً يتضح لمن يقولون: «كيف نشارك فى تظاهرات يوم 30 يونيو ونقف أمام الإخوان والجهاديين وجهاً لوجه وهم مثلنا مصريون قلباً وقالباً؟!» عدم صحة نظريتهم، لأن العدو قد يكون أخاك من دمك ولحمك ولكنه يتحالف مع الشيطان ضدك. لذا يا سيدى الفاضل ويا أخى العزيز الذى يرفض حكم الإخوان وتجار الدين ولكنه يفضل الابتعاد عن المشاركة لأنه يعتقد أنها الفتنة، شارك واعلم أننا كُتب علينا الجهاد والكفاح فى مصر ضد هؤلاء لأنه لم يعد لدىّ أدنى شك فى أنهم خائنون للعهد والدم وحرمة المال والعرض، ولزم علينا منحهم وعن جدارة لقب عدو. شارك ولا تخشَ حرمة الاندفاع فى أتون الفتنة، فالفتنة ستبقى ما بقى هؤلاء الذين لا علاقة لهم بدين ولا خُلق واعتادوا الكذب والمخادعة والقتل ولا يرون فى مصر سوى نواة أمة. لا تغلق عليك بابك وتنتظر لترى بلادك وهى مفتتة لأجزاء منفصلة يأكل بعضها بعضاً؟ لا تصمت على حكم المماليك الذين يرفعون شعار الدين وهم تجار له. شارك فهمُ العدو فاحذرهم.