خبراء يجيبون.. لماذا اختفى "المتحرشون" في شم النسيم؟
صورة أرشيفية
على عكس ما حدث في السنوات الماضية، لم ترصد قوات الأمن أي حالات تحرش خلال الاحتفال بشم النسيم سواء في الحدائق والمتنزهات العامة، وغيرها، وعوضًا عن التحرش وزعت الشرطة النسائية الورود والحلوى على السيدات، بحسب تصريحات العقيد منار مختار، الضابط بوحدة مكافحة العنف ضد المرأة.
وأكدت العقيد نشوى محمود، مدير وحدة مكافحة العنف ضد المرأة بمديرية أمن القاهرة، لـ"الوطن"، أنه لم يتم رصد أي حالة تحرش على مستوى القاهرة في شم النسيم، وأن الأجواء الاحتفالية لم يشبها ما يعكرها عكس الأعوام السابقة.
وبدورها، لم ترصد غرفة عمليات المجلس القومي للمرأة، أو تتلقى شكاوى تحرش خلال احتفالات أعياد الربيع، بالرغم من أن محامي المكتب تفقدوا بعض أماكن التجمعات ذات الكثافة العالية من المواطنين في محافظة القاهرة مثل ميدان التحرير وكورنيش النيل وحديقة الأزهر وحديقة الفسطاط، إلا أنهم ولم يسجلوا أي حالات تحرش وتلاحظ الوجود الأمني حول تلك المناطق المزدحمة بالمواطنين، وبالتواصل مع العميد نشوى محمود، أفادت بأنه لم يتم رصد أي حالات تحرش خلال اليوم.
"القومي للمرأة" لم يرصد أي حالات تحرش.. و"الشرطة" توزع الورد
واعتبر المجلس القومي للمرأة أن سبب انخفاض نسبة التحرش، هو كثافة الوجود الأمني في الأماكن التي شهدت الأعوام الماضية زيادة نسبة التحرش، والدور الفاعل الذي يقوم به المجلس القومي للمرأة الذي يعمل على مدار العام لمكافحة التحرش والعنف ضد المرأة، وأيضا تغليظ العقوبات في تعديلات قانون العقوبات بتوصيف التحرش الجنسي ومضاعفة عقوباته، ما خلق ردعا عاما.
من جانبه، قال الدكتور عبدالحميد زيد، أستاذ علم الاجتماع ورئيس القسم بجامعة الفيوم، إن عدم تسجيل أي حالة تحرش لا يعني أن مصر كلها لم تشهد أي حالات للتحرش، موضحًا أنه بالتأكيد كان هناك تحرش لكنه ربما لم يرقَ إلى درجة الظاهرة التي يمكن ملاحظتها أو رصدها.
أستاذ اجتماع: الانضباط الأمني والحوادث الإرهابية أدت إلى انحسار الظاهرة
وأضاف زايد لـ"الوطن" أن عدم تسجيل أي حالة تحرش ربما يرجع إلى عدة أسباب أبرزها أن الأحداث المأساوية التي مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية، جلعت المواطنين لا يرغبون في النزول للاحتفال بشم النسيم، واكتفى عدد كبير منهم بالجلوس في البيت، مؤكدًا أن الازدحام هو من يشجع المتحرشين على الخروج عن القانون.
وتابع زايد قائلا إن من ضمن الأسباب التي ربما تكون ساهمت في انحسار هذه الظاهرة، عودة الانضباط والقرارات الحاسمة وإعلان حالة الطوارئ، مشيرًا إلى أن التحرش يتناسب عكسيًا مع هيبة الدولة، فكلما زادت هيبة الدولة انحسرت الظاهرة، والعكس صحيح.
من جانبها، أكدت هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الزقازيق، أن الإعلام أعطى "التحرش" أكبر من حجمه، وحوَّله إلى ظاهرة، في حين أن علم الاجتماع يضع ضوابط لتحويل الملاحظات إلى ظواهر، فتكرار حادث ما أكثر من مرة لا يعني بالضرورة أنه أصبح ظاهرة.
وأضافت زكريا، لـ"الوطن"، أن الشارع ليس مرعبًا إلى هذا الحد الذي يصور أن التحرش ينتشر في كل مكان، وعدم تسجيل حالات تحرش في شم النسيم، يجب ألا يتم تناوله على أنها "ظاهرة استثنائية" وأن الأصل هو وجود التحرش.