«شكرى»: مصر تدعم «التوافق السلمى» فى السودان ونؤيد «مثياق شرف إعلامى» لتجنب الإساءة بين البلدين
«شكرى» خلال اجتماعه بوزير الخارجية السودانى فى الخرطوم
بعد أسابيع من الشد والجذب فى العلاقات بين القاهرة والخرطوم، عُقد أمس اجتماع وزارى بين البلدين كان وزيرا الخارجية قد اتفقا على إتمامه خلال الاتصال الهاتفى الذى جمعهما الشهر الماضى لاحتواء أزمة تصريحات وزير الإعلام السودانى حول الحضارة المصرية.
وقال وزير الخارجية سامح شكرى إن اجتماع لجنة المشاورات السياسية مع السودان، بالخرطوم، أمس، يمثل فرصة جديدة للتشاور والتباحث بشأن مجالات الاهتمام المشترك، وبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال اللجنة.
وأضاف «شكرى»، خلال كلمته فى مستهل اجتماعات لجنة المشاورات السياسية بين مصر والسودان، أمس، بوزارة الخارجية بالخرطوم، برئاسته ووزير الخارجية السودانى الدكتور إبراهيم غندور، أن البلدين فى تشاور وتنسيق مستمرين، من خلال لقاءات عديدة له مع نظيره السودانى، مؤكداً أنها اتسمت جميعها بالمصارحة وشفافية الحوار، وتحديد مساحات الاتفاق فى المصالح والأهداف.
وزير الخارجية يعقد مشاورات مع نظيره السودانى بالخرطوم ويؤكد: قضية الواردات المصرية تضر بالعلاقات بين البلدين
وتابع: «نثق أنه بالتركيز على دوائر الاتفاق والتعاون بيننا، يمكننا الانتقال إلى آفاق مستقبلية أرحب»، مؤكداً أن نظرة سريعة على التحديات التى تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية كفيلة بأن تبرز وبوضوح حاجتنا لمزيد من التشاور والحوار حول القضايا الإقليمية والدولية، ويأتى على رأسها تعاظم خطر الإرهاب والتطرف، الذى يلقى بظلاله على كل الدول دون تمييز.
وأشار إلى أن مقررات اللجنة المصرية السودانية العليا فى دورتها الرئاسية الأولى، التى انعقدت فى 5 أكتوبر 2016، تمثل ركيزة مهمة من ركائز العمل المشترك، وأساساً للتعامل فى جميع المجالات، وحرصنا منذ البدء على وضع هيكل لجان يضمن شموليتها، وفى الوقت نفسه يضمن أن تتناول بالتفصيل المطلوب جميع المطالب لكل نواحى التعاون الثنائى، وقال: «أعول على استمرار عملنا المشترك، وتنسيقنا الدائم للارتقاء فوق أى عقبات قد تطرأ نتيجة الحجم الهائل من التعاملات بين البلدين».
ونوه شكرى بدعوة ومبادرة أطلقها وزير الخارجية السودانى خلال اللقاء، لالتقاء قطاعات الإعلام فى البلدين، لصياغة «ميثاق شرف إعلامى» يضمن الوتيرة الودية فى العلاقة بين الشعبين، بعيداً عن أى إساءة، مؤكداً أن المجلس القومى للإعلام فى مصر عبّر عن سعادته بالتواصل والتفاعل الإيجابى مع هذه المبادرة.
وقال: «تحدثنا فيما يتعلق بأهمية التعامل مع قضية الواردات المصرية، والتى تعد من الأمور التى تؤثر على مصالح الجانبين المصرى والسودانى، وقد أخذت منحى يضر بالعلاقة، ولا يستند بالضرورة لمعايير فنية وواضحة، ونرغب فى التوصل إلى حلول جذرية بشأنه، حتى لا يلقى بمزيد من الظلال على هذه العلاقة الإيجابية».
فى سياق آخر، تغيرت لهجة رئيس الوزراء الإثيوبى هيلى ماريام ديسالين نسبياً تجاه مصر عقب زيارة لوزير خارجيته إلى «القاهرة»، أمس الأول، وصرح بأن مصر أكدت أنها لن تضر بمصالح «أديس أبابا»، مؤكداً أن علاقات بلاده بالخليج ليست ضد مصر.
وقال «ديسالين»، فى مؤتمر صحفى وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية، إن «قادة مصر أبلغوه بأنهم سيتخذون الإجراءات اللازمة لشبكة الإعلام التابعة للمعارضة، خاصة مؤسسة إعلامية تابعة للتنظيمات المحظورة»، دون أن يحددها، وتعتبرها إثيوبيا مؤسسات إرهابية، و«تقوم بنشر الكراهية وتعمل على إثارة الاضطرابات والعنف»، وفقاً له. وأشار «ديسالين» إلى أن الحكومة المصرية أكدت أنها «لن تضر بمصالح إثيوبيا»، وأنها «لن تكون منطلقاً لأى أنشطة معادية».
وعلق «ديسالين» على زيارة وزير الخارجية الإثيوبى ورقنه جيبوه، أمس الأول، إلى «القاهرة»، قائلاً: «الزيارة كانت إيجابية»، وشدد على حرص بلاده على تعزيز التعاون مع مصر، وأنها لن تلحق أى أضرار بحصة مصر المائية.
وتتخوف مصر من تأثير سلبى محتمل لـ«سد النهضة» على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، مصدر المياه الوحيد فى مصر، بينما يقول الجانب الإثيوبى إن السد سيمثل نفعاً له، خاصة فى مجال توليد الطاقة، ولن يمثل ضرراً على دولتى مصب النيل، السودان ومصر.
ونفى «ديسالين» صحة تقارير إعلامية تحدثت عن وجود قاعدة لمصر فى إريتريا وميناء «بربرة» بأرض الصومال، مضيفاً: «لدينا معلومات مؤكدة بعدم وجود أى قواعد عسكرية لمصر فى أرض الصومال، ونحن على اتصال مع أرض الصومال، ولن تسمح بأى نشاط يمكن أن يصبح مهدداً لإثيوبيا».
وفيما يتعلق بـ«قواعد مصرية فى أريتريا»، قال إنها «معلومات تنشر هنا وهناك، وليست لبلاده أى معلومات، ولا يمكن تأكيدها أو نفيها، سمعناها كما سمعتموها أنتم الإعلاميين».
وحول «استهداف مصر علاقات إثيوبيا بدول الخليج»، قال رئيس الوزراء الإثيوبى: «إن علاقات إثيوبيا بدول الخليج، هى علاقات تاريخية قائمة منذ فجر التاريخ، وهى علاقة ثنائية ليست لها علاقة بمصر».