قرار «مرسى» بتعيين 17 محافظاً جديداً، من بينهم 7 من الإخوان ومحافظ واحد من الجماعة الإسلامية، أدخلنا فى بروفة الحرب الأهلية، فأمام غضب أهالى المحافظات الرافضين للإخوان من تعيين محافظين من الجماعة، لم يجد أتباعها بداً من أن يفرضوا على الناس ما يريدون، فبدأوا التحرش بالأهالى المعتصمين أمام دواوين المحافظات، وبسطوا أيديهم لهم بالأذى والمولوتوف والخرطوش، وفى السكة لم ينس الإخوان أن يتحرشوا بشباب حركة «تمرد» الناشطين فى جمع المزيد من التوقيعات من أجل إسقاط «مرسى» فى 30/6.
إذن دخلنا بروفة «الحرب الأهلية» على يد الجماعة، ولكن هل من الممكن أن تتحول البروفة إلى فيلم واقعى، فتنشب تلك الأفعى مخالبها فى مصر يوم 30 يونيو، وتتواصل عبر الأيام التالية له؟. أشك فى ذلك لعدة أسباب: أولها أن الجماعة تفهم جيداً أن الطرف الرافض لها لم يعد يتمثل فى الحركات الثورية والقوى والأحزاب المعارضة المطالبة بإسقاط الرئيس الإخوانى وفقط، بل أصبح يشمل قطاعات واسعة من المواطنين غير المسيّسين، ممن لا يعنيهم اسم من يحكم قدر ما يعنيهم أمر معيشتهم، وهؤلاء أعدادهم بالملايين، بعضهم من أعضاء حزب البنزين والسولار، وبعضهم من أعضاء حزب «ارتفاع الأسعار»، وبعضهم من حزب «انعدام الأمن فى الشارع»، وبعضهم من حزب الغاضبين من اتهامات التكفير التى يكيلها شيوخ الجماعة «الخرفانين» ليل نهار. تلك هى الأحزاب الحقيقية التى ينتمى إليها الشعب حالياً والتى ستقف فى مواجهة الإخوان.
ثانى الأسباب أنه مع سقوط أول شهيد -لا سمح الله- برصاصة غادرة من رصاصات «المتأسلمين» يوم 30 يونيو، سوف يهرول حزب آخر من الأحزاب المصرية، وهو حزب المتفرجين، إلى الشارع، ليعاقب أفراد الجماعة عقاباً جماعياً، وأستطيع أن أراهن بارتياح أن ذلك لو حدث، فسوف تخرج الجماعة خاسرة لا محالة. فلا طاقة لقوة أياً كانت على مواجهة شعب غاضب، وكما تعلم فالإخوان جماعة تحترف المناورات وتعرف كيف تتراجع فى اللحظة المناسبة حتى لا تخسر كل شىء، ولا تستبعد حين يجدّ الجد أن تجد أصواتاً إخوانية لا تمانع فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فليس لدى الجماعة شخص أو شىء أعز إليها من مصالحها.
لقد فقدت الجماعة ثباتها الانفعالى، يشهد على ذلك وصلة الردح التى نصبها الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى مع عصام العريان، ثم التصريحات التى خرجت على لسان الأخير بشأن دولة الإمارات، حين وصف حكامها بالعصابة، وخرج الدكتور «سعد الكتاتنى» بعدها يقول إننى برىء من العريان، لو راجعت هذه الأحداث ستدرك أن الكبار فقدوا أعصابهم وتركيزهم، فما بالك بالشباب الصغار، والسر فى ذلك هو الإحساس بأنه لا طاقة لهم بالشعب الغاضب.. الإخوان يولّون الدبر من الآن!.