الزمان.. 6 مايو 2012
المكان.. 27 شارع محي الدين أبو العز
أدخل لمقر البوابة الإلكترونية بجريدة الوطن، لألتقي بمدير تحريرها، وفقا لموعد تم تحديده من قبل، أنتظر الرجل الذي جاء معتذرا كونه تأخر قليلا نتيجة اجتماع طارئ، نتحدث قليلا ثم يخبرني باجتيازي المقابلة لأعمل في البوابة الوليدة.
الزمان.. 7 مايو 2012
أدخل البوابة للمرة الثانية في تمام التاسعة صباحا لأبدأ العمل الذي انتهى يومها في الثالثة من صباح اليوم التالي، ليخبرني مدير القطاع التحريري وقتها، أنني يجب أن أتواجد في التاسعة صباحا مرة أخرى، لتستمر تلك الدائرة 90 يوما دون إجازة، وهو ما تكرر مع كل الزملاء وقتها بما فيهم المدير نفسه.
رغم المجهود الشاق الذي كنا نبذله جميعا آنذاك، إلا أن الأمر كان ممتعا بحق، فالبوابة تتقدم في الترتيب في وقت قصير لتصبح بعد شهر من خروجها للنور في المركز رقم 80 وسط ترتيب المواقع في مصر، وهو ما كان ينسينا التعب ويشعرنا بالفخر الشديد، لنجد أن شعار الجريدة «الوطن قوته في ناسه» يتحقق بواسطتنا دون أن ندري، وسرعان ما أصبح اسم موقع «الوطن» الإلكتروني مميزا وسط منافسيه، وقدم الكثير من الأفكار التي مشى الجميع على خطاه فيها بعد ذلك.
«فرح، حزن، رعب، إصرار، تحدي، عثرة، نجاح، تكريم».. كل هذا وأكثر يمر علينا داخل «الوطن»، ذلك المكان الذي تعلمنا فيه الكثير، وكنا نقضي فيه أوقاتا أكثر مما نقضي في بيوتنا، ولا أنسى فترات الانتخابات و التعديلات الدستورية، أو الأيام المشتعلة قبل انتهاء حقبة الإخوان المؤسفة، عندما كنا نبيت في المكان حتى نتابع الأحداث لحظة بلحظة، ونستطيع تقديم أفضل خدمة للقراء.
ولا أنسى عندما اقترحت فكرة قسم شبابي بالموقع على رئيس التحرير السابق الأستاذ مجدي الجلاد، كنت وقتها أتوقع أن يلقى الرجل بالأوراق في الدرج لكثرة مشاغله، لكنه فاجأني بسرعة موافقته على الفكرة، وجلوسه أكثر من ساعتين معي لاختيار اسم مناسب للقسم، فضلا عن أسماء الأقسام الفرعية، وهو ما علمني درسا لن أنساه عن كيفية الإدارة.
الزمان.. نوفمبر2016
المكان.. 16 شارع مصدق
أدخل المقر الجديد للجريدة، لأعود لبيتي ثانية بعد ما تركته باحثا عن إثبات الذات في تجربة أخرى -وهو ما تحقق والحمد لله-، لأجد ترحيبا أثلج صدري من كل الأصدقاء بالمكان، وعلى رأسهم رئيس التحرير الأستاذ محمود مسلم، وهو ما جعلني أشعر أنني لم أترك المكان يوما، وها أنا ذا أحتفل بمرور خمسة أعوام على خروجه للنور، وهي فترة قصيرة نسبيا، كبيرة بما حققه «الوطن» وموقعه الإلكتروني من نجاحات وتغيير في خريطة الصحافة في مصر.