أزواج أوفياء: ترحل الزوجة فيعشقون الروح
المقرئ الشاب نور النمر
لفترة طويلة يصعب على من تتوفى زوجته تصديق الأمر والاعتياد على عدم وجودها فى المنزل، لكن يبقى الوفاء فى القلوب هو ما يهوّن على الأزواج فراق زوجاتهم، ليتجسد المعنى الذى يلخصه القول الشهير «عشق الروح مالوش آخر لكن عشق الجسد فانى».
مصطفى صبحى الخولى، ما زال تحت وطأة الفراق، هو محامٍ بالنقض يبلغ من العمر 66 عاماً وما زال عاجزاً عن التصديق أن زوجته توفيت لتنتهى برحيلها عِشرة 40 عاماً، تاركة وراءها 3 أبناء؛ منهم 2 متزوجان وفتاة تدرس فى السنة الثانية بكلية الهندسة. لم تكن علاقة «مصطفى» بزوجته الراحلة مجرد عِشرة عابرة: «كانت تشعرنى أننى كل شىء لها، لكنى فقدتها فى ٤٨ ساعة فقط، وحالياً أزور قبرها كل 3 أيام». ويضيف: «الأم كالعمر لا تتكرر مرتين»، ولا يلبث «مصطفى» أن يردد تلك العبارة لأبنائه، متذكراً تلك الدعوة الشهيرة لها بأن يجعل الله يومها قبل يومه: «ربنا استجاب لك يا حبيبتى».
لم يختلف الشعور بالألم لدى المقرئ الشاب نور النمر، الذى فقد زوجته قبل شهور ولم يستطع الخروج من دائرة الحزن والفقد حتى الآن: «لم تكن زوجتى فقط، لكنها كانت حبيبتى أيضاً، ابنة عمتى، وكانت مصابة بالتهاب مزمن فى المخ، وأنجبت منها ابنتىَّ أروى وهاجر، واستمر الزواج 4 سنوات ولم أكن أتخيل حياتى دونها رغم مرضها والمشكلات العائلية التى واجهتنا، حتى توفيت».