الطهطاوى لـ«الوطن»: دول «الخليج» قلقة من «الديمقراطية الإسلامية» فى مصر
أكد السفير محمد رفاعة الطهطاوى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، فى حوار خاص تنشره «الوطن» غداً، أن نظام الحكم فى مصر ليس مسألة محلية، لكنه يتعلق بالتوازن الإقليمى والدولى، وقال إن اللاعبين فى مصر، حتى لو كانوا أطرافاً محلية، لهم امتدادات إقليمية ودولية، وأوضح الطهطاوى فى حواره، أن هناك تخوفا كبيرا لدى دول الخليج، بصفة خاصة، من قيام نظام ديمقراطى إسلامى فى مصر، وكشف أن أحد كبار الدبلوماسيين الغربيين أبلغه صراحة أن دول الخليج قلقة من الإخوان المسلمين أكثر من قلقها من إسرائيل، «لأن إسرائيل تقول إنها تملك فى نهاية المطاف قوتها العسكرية.. فإذا اتجه الإخوان إلى اتخاذ سياسة عدائية، سيكون الضامن لها هو قوتها العسكرية المتفوقة، فى حين أن بعض دول الخليج ترى أن قيام نظام ديمقراطى وإسلامى فى مصر يمثل خطرا عليها، لأن النظام الديمقراطى تهدد طبيعته الأنظمة التى لا تقوم على الديمقراطية».
وأضاف أن ما يمثل مشكلة أكبر، أن يكون النظام المصرى ديمقراطيا وإسلاميا سنيا، لأن هذه الأنظمة تعتمد فى شرعيتها على أنها تستند إلى الإسلام والمرجعية الشرعية والسياسية الأساسية لها مرجعية الإسلام، فإذا قام نظام يجمع بين الديمقراطية والإسلام، فهذا يمثل بالنسبة لها تحديا خطيرا.
ولم يستغرب السفير طهطاوى تصدر اسمه بورصة الترشيحات لمنصب وزير الخارجية، بعد فوز الدكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، لأنه كان يؤيده بوضوح طوال الماراثون الانتخابى، ودافع عن مرسى قائلا إنه «لا يقارن بمن كانوا يسمون أنفسهم رجال دولة محميين بمناصبهم ومظاهرهم، وهذه المناظر تحجب خواء وإفلاسا فكريا وثقافيا وانعداما فى الرؤية»، وقال «إن رجل الدولة هو السياسى وليس صاحب المنصب، ومرسى ليس بيروقراطياً لكنه سياسى من طراز رفيع»، وأضاف أن فى كل دول العالم المتقدم، يتولى رئاسة الدولة ومناصبها العليا سياسيون.
وتابع عضو مجلس الشئون الخارجية، أن على مصر تبنى استراتيجية جديدة فى حوض النيل، لمواجهة من يدبرون مخططات تسعى لتقويض أمنها القومى، موضحاً أن هذه الاستراتيجية يجب أن تقوم على نطاق واسع، بما يضمن تغييرا فى موازين القوى، وأن تثبت مصر قدرتها على أن تنفع أصدقاءها، وفى الوقت نفسه قادرة على إلحاق الضرر بمن ينتهجون سياسة عدائية ضدها فى منطقة حوض النيل، دون اللجوء لعمل عسكرى، لكن وفق أطر سياسية ودبلوماسية جديدة.