أستاذ قانون دولى: قوائم الإرهاب تعاون إقليمى مشروع
الدكتور أبوالعلا النمر
أشاد الدكتور أبوالعلا النمر، أستاذ ورئيس قسم القانون الدولى بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، بقرارات مصر والسعودية والإمارات والبحرين، بإدراج 59 شخصية و12 مؤسسة تؤويها وتدعمها قطر، على قوائم الإرهاب. وقال «النمر»، لـ«الوطن»، إن قرارات الإدراج متفقة مع القانون الدولى، بعد أن ثبت يقيناً دعم إمارة قطر للإرهاب وتهديدها لأمن الدول العربية، وسوف تذوق قطر مرارة «العزلة العربية» خلال الفترة المقبلة.. وإلى نص الحوار:
■ كيف قرأت قرار 4 دول عربية بإدراج عدد من الأشخاص والكيانات التى ترعاها قطر على قوائم الإرهاب الدولى؟
- هذه القرارات كانت نتيجة طبيعية لقرار قطع العلاقات مع قطر، وهو القرار الذى تأخر كثيراً رغم تفشى ظاهرة الإرهاب واستفحالها على المستويين المحلى والإقليمى، وهذه القرارات تعبر عن تضامن إقليمى لمكافحة الإرهاب المحلى والدولى، وسوف تعد تلك القرارات مقدمة لتعاون أكثر وأعمق خلال الفترة المقبلة بين الدول العربية التى تنبهت مؤخراً لضرورة محاصرة الإرهاب على كل المستويات، وكانت البداية بقطع العلاقات مع «دويلة قطر».
«النمر»: ثبت يقيناً دعم قطر للإرهاب.. وقرار المقاطعة تأخر كثيراً
■ كيف يمكن أن تشكل تلك القرارات مقدمة لتعاون أكثر وأعمق فى الفترة المقبلة؟
- لأنه ثبت يقيناً أنه لا دولة بمنأى عن يد الإرهاب الأسود، ولن تستطيع دولة بمفردها أن تواجه هذه الظاهرة الدولية، لذلك يتعين على الدول أن تتضامن وتتعاون حتى تستطيع أن تواجه الإرهاب بقوة وفاعلية، وبالتالى فإننى أثمن القرارات التى اتخذتها الدول العربية.
■ ما مدى مشروعية وقانونية قرارات إدراج 59 شخصية و12 مؤسسة ترعاها قطر على قوائم الإرهاب؟
- القرارات جاءت فى إطار تعاون إقليمى مشروع، وهذا المفهوم يعترف به القانون الدولى، ويقرر للدول الحق فى اتخاذ الإجراءات الكفيلة للدفاع عن أمنها الداخلى والخارجى، وهذه الإجراءات يمكن للدولة التى تتعرض للإرهاب أن تتخذها بشكل منفرد أو بشكل جماعى من خلال الاتفاق مع دول أخرى تعانى من الإرهاب.
تجميد أموال الأشخاص والكيانات أبرز النتائج المترتبة على الإدراج.. و«جماعية القرارات» سبب قوتها
■ ما انعكاسات تلك القرارات على المجتمع الدولى؟
- الإجراءات والقرارات التى تم اتخاذها كانت فى نصابها المشروع، وسوف يكون لها صدى وانعكاس دولى، وسوف تحفز دولاً أخرى فى المجتمع الدولى إلى النهوض بدورها الفاعل فى مكافحة الإرهاب ومؤازرة الدول الجريحة التى تعانى من آثار الإرهاب بشدة، وقد رأينا مؤخراً أن دولة تشاد استدعت السفير القطرى للتنديد بدور بلاده فى دعم الإرهاب، فرغم أنها لم تشارك فى قرار المقاطعة الذى صدر من الدول العربية، فإنها وجهت رسالة تحذير لقطر من أنه قد يصل الأمر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها، إذا ما استمرت فى إجراءاتها لدعم الإرهاب وتهديد أمن الدول.
■ ما الإجراءات المترتبة على قرار إدراج شخصيات وكيانات على قوائم الإرهاب؟
- من حق الدول العربية أن تتخذ الإجراءات القانونية ضد الأشخاص والكيانات المدرجة على قوائم الإرهاب، سواء بمنع الأشخاص من السفر ووضعهم على قوائم ترقب الوصول ومخاطبة الإنتربول الدولى لإلقاء القبض عليهم وتسليمهم للمحاكمة، فضلاً عن تجميد أموالهم وأموال الكيانات المدرجة، داخل تلك الدول وخارجها.
■ مصر اتخذت قرارات من قبل بإدراج عناصر جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب.. ما الجديد إذن فى تلك القرارات التى اتخذت مساء أمس الأول؟
- حينما اتخذت مصر تلك القرارات اتخذتها منفردة، وبالتالى لم يكن لها صدى لدى المجتمع الدولى أو الدول التى تعانى من آثار الإرهاب، أما الآن فالقرارات جماعية، وسوف يكون لها قوة أكبر، وأعتقد أن هناك دولاً كثيرة ستنحو هذا النحو فى القريب العاجل.