دينا: منتقدو «غرابيب سود» يناصرون التطرف.. ولست خائفة من تهديد «داعش»
الفنانة الاستعراضية «دينا»
قالت الفنانة الاستعراضية «دينا» إن منتقدى مسلسلها «غرابيب سود»، الذى يفضح ممارسات تنظيم «داعش» الإرهابى، بمثابة مناصرين للأفكار المتطرفة دينياً، مضيفة أنها توقعت أن يثير المسلسل غضب أعضاء التنظيم والمنتمين إليه مثلما حدث بالضبط.
«دينا»، فى حوارها مع «الوطن»، تكشف حقيقة تلقيها تهديدات بالقتل من تنظيم «داعش»، وتوضح كيفية استعدادها لتجسيد شخصية المنتقبة، وترد على الانتقادات التى طالت أول مشاهدها فى مسلسل «الحرباية»، بعد تصويرها بزاوية معينة أثارت استياء فئة من الجمهور.
■ ما ردك على الاتهامات الموجهة لـ«غرابيب سود» بتشويه صورة الإسلام؟
- منتقدو «غرابيب سود» يناصرون الأفكار المتطرفة، انطلاقاً مما جاء فى الآية الكريمة: «من قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً»، ومن ثم لا يجوز ترهيب إنسان وقتله فى سبيل إجباره على اعتناق الإسلام، أو التعامل بعنف مع المقصرين فى حق الدين، وهنا أتساءل: «هل يعقل أن نُرهب أبناءنا عند تعليمهم أساسيات الصلاة والصوم أم نوجههم بالكلمة الحسنة؟ فإذا كان الله رحيماً بعباده أفلا يكون العباد أنفسهم رحماء ببعضهم البعض؟ الإسلام دين رحمة وتسامح، ومن يريد الانتماء لفئة القتلة، متوهماً أنه يُطبق تعاليم الإسلام، فهو يشوه الدين ولا يمت لديننا الحنيف بصلة.
زاوية تصوير مشهد وقوفى فى نافذة «الحرباية» ليست فجّة.. وكدت أموت مختنقة بعد اختطافى داخل سيارة
■ هل توقعتِ أن يثير مسلسلك الجديد غضب تنظيم «داعش» الإرهابى؟
- نعم، توقعت غضب «داعش» والكثيرين ممن على نفس الشاكلة، وكنت أدرك منذ قراءتى للسيناريو أن المسلسل سيثير أوجاعهم، «وإن كل اللى ماشيين غلط هيتوجعوا منه».
■ ما حقيقة تلقيكِ تهديدات بالقتل من هذا التنظيم الإرهابى مثلما تردد؟
- لم تصلنى تهديدات من «داعش» بشكل مباشر، ولكن MBC تلقت تهديداً منهم ولأبطال المسلسل حسبما علمت.
■ ألم تتخذى احتياطات أمنية مشددة إزاء هذا التهديد؟
- على الإطلاق، لأنى لا أخشى أحداً، بحكم إن ربنا موجود، ولإيمانى بأن «لكل أجل كتاب»، والموت حقيقة لا مفر منها، فلن يؤخره أحد عنك ليوم واحد أو يبكر موعده.
■ كيف تحضّرتِ لشخصية «مديحة» المنتقبة التى تنتمى لـ«داعش»؟
- سعدت باختيار المخرج عادل أديب لى لتجسيد هذا الدور، وتحمست لتقديمه لأنها شخصية جديدة تشهد تحولات عديدة على مدار الأحداث، لا سيما أنها امرأة جاهلة تعمل راقصة درجة ثالثة رغم عدم حبها للرقص، ولكنها تتخذه مهنة لاكتساب رزقها، حيث تنساق وراء نجلها دون أن تعلم شيئاً عما يسمى «داعش» من الأساس، ولكنها تتحول لسيدة داعشية بمرور الأحداث.
أرتدى النقاب كثيراً فى حياتى العادية وشقيقتى المنتقبة أشادت بدورى وأصبت باكتئاب من روايات شباب «الرقة» السورية
■ ألا ترين أن هذه النقلة فى حياة «مديحة» تبدو غير منطقية؟
- بالعكس، أراها منطقية لأنها إنسانة منزوعة الفكر، وهذه النوعية من البشر يسهل اللعب على أمخاخهم، وتحويل مسار حياتهم 180 درجة، لأنهم مهيأون للإيمان بأى فكر يدخل حياتهم، وبعيداً عن هذا وذاك، أرى أن الإنسان الذى ينضم لهذه الجماعات إما أنه جاهل أو هارب من مصيبة ما ارتكبها فى حياته أو أنه منزوع الفكر، وبالتالى ليس بإمكانه فهم أسس الدين السليمة، ومن ثم يصبح لقمة سائغة لأى شخص متطرف دينياً.
■ هل استعنتِ بنصائح شقيقتك المنتقبة لمساعدتك فى رسم ملامح شخصية دورك بشكل سليم؟
- أعتاد على ارتداء النقاب فى حياتى العادية، وتحديداً عند نزولى للأسواق أو وقت أدائى لمناسك العمرة وفريضة الحج، ولكنى أخلع النقاب فقط أمام الكعبة المشرفة، ورغم ارتدائى للنقاب فى الأسواق بغرض التخفى، فإن الناس يعرفوننى من صوتى عند حديثى معهم.
■ وكيف كانت ردة فعل أختك بعد مشاهدتها الحلقات الأولى من «غرابيب سود»؟
- حدثتنى قائلة: «برافو عليكى إنك عملتى الشخصية دى لإننا كمنتقبات مظلومين»، وذلك من منطلق وجود حالة من التنكيل بالمنتقبات بشكل عام، حتى ممن يرتدينه لرغبتهن الشخصية ليس أكثر، حيث بتن يتعرضن للسخرية والبهدلة وأختى واحدة منهن.
■ علمنا من مصادرنا وجود عدد من شباب مدينة الرقة السورية التى تخضع لحكم «داعش» فى كواليس التصوير.. فماذا كان دورهم بالضبط؟
- كانوا يوفرون سبل الراحة لفريق العمل، ولكنهم سردوا حكايات مفزعة كادت تصيبنا بالجنون، وبسببها أصبت بحالات اكتئاب، خاصة أننى شاهدت فتيات رائعات هاربات من بلادهن، ويضطررن للعمل فى 4 وظائف دفعة واحدة إلى جانب دراستهن الجامعية، فكن لا يخلدن للنوم إلا نادراً، تحطمت مشاعرى أمام هذه الحالات الإنسانية، ولذلك أحمد الله على عدم وصول مصر لهذه المرحلة، ويكفينا الشعور بالأمان الذى نعترض عليه أحياناً، ونتذمر من ارتفاع أسعار الأرز والسكر، رغم عدم وجود هذه المنتجات عند البعض، لأنهم لا يجدون بلداً لهم من الأساس.
■ ألم تشعرى بالارتباك جراء تعاونك مع 3 مخرجين دفعة واحدة فى «غرابيب سود»؟
- شعرت بحالة من الإرهاق غير الطبيعى، ولكن ما أراحنى نسبياً أن عادل أديب قطع 75% من تصوير دورى قبل اعتذاره، ولذلك يُعتبر هو المخرج الأساسى للمسلسل، لا سيما أن المخرج حسين شوكت لم يستمر معنا فى التصوير لوقت طويل، والمخرج السورى حسام الرنتيسى أكمل التصوير على نهج عادل أديب، لإعجابه بطريقة عمله حسبما قال لنا.
■ كيف تابعتِ ردود الفعل على مسلسل «الحرباية»؟
- ردود الفعل أكثر من جيدة، والجمهور ينادينى بـ«فتون» فى الشارع، والمسلسل يحتل المرتبة الأولى فى نسب المشاهدة بدول لبنان وتركيا والأردن وسوريا، كما أنه من المسلسلات الأكثر مشاهدة فى مصر، ولذلك أشعر بالسعادة لهذه الحالة التفاعلية، وسعدت بالتعاون مع هيفاء ومنذر رياحنة وخالد كمال وباقى الأبطال، وكذلك الأمر بالنسبة للمخرجة الموهوبة مريم أحمدى.
■ ولكنك تعرضتِ لانتقادات عنيفة مع مريم أحمدى بسبب تركيزها على أجزاء من جسدك فى مشهد وقوفك فى النافذة الذى جمعك بـ«منذر رياحنة» و«خالد كمال»؟
- ما المأساة فى هذا المشهد؟ «فتون» تنظر من الشباك وأمامها 2 ممثلين، فمن الطبيعى استخدام زاوية خلفية للتصوير لإظهار «منذر» و«خالد»، وهنا يحضرنى المثل الشعبى: «مالقيوش فى الورد عيب قالوا أحمر الخدين»، فأنا مقتنعة بهذا المشهد ولا أجد أى فجاجة فيه، خاصة أنه مثّل أول ظهور لـ«فتون» فى الحلقة الأولى، وهى بداية تعريف للشخصية على أنها امرأة سيئة السمعة، حيث اتبعت مريم أحمدى وجهة نظر إخراجية جيدة، ولكن طريقة تلقّى الجمهور تختلف من شخص لآخر، وفى النهاية «اللى مش عاجبه مايتفرجش».
■ هل تتفقين مع الرأى المُطالب بتقليل مشاهد تعاطى المخدرات فى دراما رمضان، وذلك بما أن «الحرباية» يتضمن مشاهد عديدة لتعاطى مخدر «الحشيش»؟
- إذا ضربت مثالاً بمسلسل «تحت السيطرة»، سنجده يتضمن العديد من مشاهد تعاطى المخدرات، ومع ذلك أفاد العديد من المدمنين وأبعد آخرين عن طريق الإدمان، لأنه كان يبرز النتائج المترتبة على هذه العادة الخطرة، وكذلك الأمر بالنسبة لشخصية «فتون»، لأننا سنرى ماذا سيحدث لها؟ وأن المال الحرام دائماً يوقع بأصحابه فى مصائب، ولكننا «مش هنحط راسنا فى الرمل زى النعامة ونقول إن محدش بيشرب مخدرات»، لأن هناك نسبة كبيرة من متعاطى المخدرات من مختلف المراحل العمرية، وبالتالى لا بد أن نبرز مساوئها أمام أعينهم حتى يقلعوا عنها.
■ ألا ترين أنكم اقتحمتم منطقة شائكة بتعرضكم لقضية تعدد الأزواج للمرأة ضمن أحداث المسلسل؟
- «يا إما نفتح عينينا أو نقفلها»، فمثلاً نسبة زنا المحارم مرتفعة جداً فى المناطق العشوائية، ومن ثم لا بد من إبراز هذه المشكلات لتوعية الناس منها، على غرار ما يحدث فى المجتمعات العربية والأجنبية، ولنتخذ من «أتلانتا» مثالاً باعتبارها البلد الذى تشهد أعلى نسبة حمل بين الفتيات اللاتى لم تتجاوز أعمارهن 15 عاماً، أى أنهن لم يصلن بعد للسن القانونية، ولكن المسئولين يعلنون عن تلك النسبة دون مواربة، وبالتالى يحق للفن مناقشة كل الموضوعات والقضايا بلا قيود.
■ ما حقيقة مشاجرتك مع ممثلة صاعدة بعد اعتدائها بالضرب على هيفاء أثناء التصوير؟
- غير صحيح، ولكن «عسلية» التى تجسدها هيفاء تتعرض للضرب المبرح من فتاة فى أحد المشاهد، وبحكم تجسيدى لشخصية شقيقتها وفقاً للأحداث، أخرج من منزلى مسرعة لأتشاجر مع هذه الفتاة، ويتزامن ذلك مع فقدان «عسلية» لوعيها، أى أن الواقعة برمتها مشهد تمثيلى ليس أكثر، ولكنه كان أحد المشاهد الصعبة التى قمت بتصويرها.
■ وماذا عن المشاهد الأخرى التى واجهتِ صعوبة عند تنفيذها؟
- كدت أموت مختنقة فى مشهد اختطافى داخل سيارة، بعدما أحكم أحد المختطفين قبضته على عنقى، فلم أتمكن من التقاط أنفاسى بشكل منتظم، ورغم انتهاء تصوير المشهد فإنه ظل ضاغطاً على رقبتى، حيث شعرت بآلام مبرحة بحكم أنه شخص قوى البنية، وبمجرد أن أزاح يده قلت له: «حرام عليك كنت هتموتنى».