الفريق أحمد شفيق أصبح «الرجل اللغز»، عشرات البلاغات قدمت ضده إلى النائب العام، وتم إصدار الأوامر للجهات المختصة بالتحقيق فى بعضها، ولم نسمع على وجه الإطلاق أن أحداً نادى على الفريق وحقق معه! أيام المنافسة على انتخابات الرئاسة قلنا ربما يكون السبب فى أن بيت العروسة «مصر» يجهز ليدخله «شفيق» رئيسا وأن ذلك يعفيه من المساءلة، لكنه خسر وفاز الدكتور مرسى، وهنأ «الجنتل» الفائز، ولم تمض ساعات بعد نزول «نقطة» -بتعبير الأفراح الشعبية- شفيق حتى فوجئنا بسفره إلى الإمارات العربية فى زيارة عجيبة وفريدة، خصوصاً فى ظل ما هو معروف عن حكومتها من عداء مستطير للثورة، وحماس منقطع النظير للفلول ومرشح الفلول.
وحلت «بركات» الزيارة ووجدنا «ضاحى خلفان» القائد العام لشرطة دبى يخرج علينا ويكتب على «تويتر» كلاماً ساذجاً أعرب فيه عن غضبه من فوز الدكتور مرسى فى الانتخابات، وطالبه بأن يفى بوعوده الانتخابية ويسير إلى القدس كى يحررها، وحلف بأيمان «الدولة البوليسية» ألا يتقاعد إلا إذا سار «مرسى» إلى القدس محرراً. وقد صب الكثيرون كلامهم على هذا الهزل «البدوى» الساذج دون الالتفات إلى الزيارة «المباركة» التى قام بها الفريق دكتور أحمد شفيق إلى الإمارات! وفيما يبدو أنهم قنعوا بدعوة الخارجية المصرية للسفير الإماراتى لـ«تبكيته» على تصريحات خلفان، وهو «التبكيت» الذى لم يكن له أى أثر فى مواجهة السر «الباتع» للزيارة «الشفيقية»، إذ خرج «خلفان» -بعد دقائق من خطاب الدكتور «مرسى» بميدان التحرير- يقسم بالله العظيم «ألا يبث فرق الإخوان لخلق الفتن فى البلدان»!
وبعد أن أنجز شفيق مهمته العاجلة فى الطواف بالإمارات جاءت الأخبار مبشرة بسفره إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، ربنا يتقبل، ولكن ما السر فى أن يزور الفريق المملكة بعد الإمارات، خصوصاً أن حكومة الأولى ليست أقل تحفظاً أو غضباً على الثورة من حكومة الثانية. وقد ظهر هذا الأمر «زى الشمس» خلال أزمة المحامى والناشط الحقوقى «أحمد الجيزاوى» المحتجز فى السعودية، وأكيد لسة فاكر محاصرة السفارة السعودية بالقاهرة، ثم أحداث الزيارة التى قام بها مجموعة من النشطاء والإعلاميين والمسئولين المصريين للمملكة وشكّلوا فيما بينهم «كورالاً» أنشد للملك أنشودة «وسماح النوبة.. معلش التوبة»! أليس من العجيب أن تكون «المملكة» المحطة الثانية لـ«شفيق» بعد محطة الإمارات؟ وقد أعلن المكتب السياسى للفريق أنه انتهى من أداء مناسك العمرة وأنه سيعود إلى مصر خلال ساعات، والأعجب أنه قبل هذا الإعلان بساعات فوجئنا بوزير الداخلية يعلن ضبط شحنة صواريخ «جراد»، وهو ما يدعونا إلى السؤال: هو الجراد ناوى يزحف ع البلد ولاّ دى مجرد «شفرة»؟!