«عم فرج» بيطبل من أيام «نكسة 67»: أنا كده.. مزاجى كده
«عم فرج» يقف فى حدائق القبة
يقف بظهر محنى، ينظر محمد فرج للمارة ثم يبتسم لهم، فتتسع شفتاه وتكشف عن سنة وحيدة، تمسكت بجدار فمه، بينما يستند بجسده الواهن على السيارات الواقفة بالشارع، حتى يريح قدمه التى تؤلمه من أثر التجوال فى الشوارع والحدائق، بمنطقة حدائق القبة، وبعد راحته القليلة، يبدأ فى النقر على الطبول مختلفة الأحجام التى يمسكها، فيُحدث صوتاً يجذب المارة، وخاصة الأطفال، الذين يلتفون حوله من أجل شراء واحدة.
رغم بلوغ فرج الـ 75 عاماً إلا أنه لا يزال يتجول بالطبول، التى يشتريها من أسواق العتبة والموسكى، بأسعار بسيطة، حيث يبيع الطبلة الصغيرة بـ 5 جنيهات، والأكبر حجماً بـ10 جنيهات: «بقف فى حتة على جنب وأخبط على الطبلة والناس تيجى على الصوت ويدونى اللى فيه النصيب».. بحسب «فرج» الذى يتعاطف معه المارة نظراً لكبر سنه، وبلوغه سن الشيخوخة: «بس لازم أشتغل، أصل مين يصرف عليّا أنا والست العيانة اللى فى البيت».
منذ عام 1967، وهو يبيع الطبول: «وأنا صغير كنت أقف أطبل ولا أجدعها طبال وأغرى أى حد يشترى، أصل الطبلة دى مزاج مش أى حد يطبل»، يقولها الرجل السبعينى يقطع مسافة من مدينة السلام إلى شوارع الحدائق، مستقلاً مترو الأنفاق تارة، وتارةً أخرى يتجول على قدميه للبحث عن زبون.
أكثر ما يعانى منه فرج، هو وقوع أسنانه بفعل الزمن ولم يتبقَّ له إلا واحدة: «كان نفسى يبقى معايا فلوس عشان أركب سنان وأقدر آكل بيها.. ده أنا نسيت طعم اللحمة والفراخ عشان مقدرش آكلهم مباكلش غير الكشرى والعيش الفينو وأى حاجة سهلة البلع».