«انت مش عارف أنا مين؟، فيه واحد لما يسمع الجملة دى هيرد حتى ولو فى سره: «هتكون مين يعنى».. وواحد يقول: «اللى ما يعرفك يجهلك يا باشا».. وفيه واحد هيرد: «إحنا كلنا ولاد تسعة.. والعظمة لله وحده»، تعالوا نناقش هذه الظاهرة بشكل علمى ونرصد مع بعض أصول سكان مصر بعائلاتهم وقبائلهم وأعراقهم، وخلينا دايماً واحنا بنتكلم عن العائلات والقبائل نكون واخدين بالنا كويس قوى من قول الله تعالى فى الآية 13 من سورة الحجرات: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».
كمان فيه حاجة مهمة جداً أثبتها الواقع والتاريخ الاجتماعى القديم والحديث، وهى إن «الناس اللى بينتموا لقبيلة واحدة أو عيلة واحدة وأحياناً أسرة واحدة، بينهم فروقات كبيرة فى أخلاقهم وسلوكياتهم»، وده معناه إن انتماء شخص لعيلة أو قبيلة محترمة كريمة الأصول ومحترمة، لا يعنى بالضرورة أنه على نفس مستواها، فكثير من العائلات والقبائل العظيمة تنجب «صعاليك لا أخلاق لهم»، وكثير من الشرفاء أصحاب الشهامة والمروءة لا ينتمون إلى عائلات تُذكر، وكما يقول بعض الصعايدة «من بيت ولا حد» ولكن يجبرون الجميع على احترامهم وتوقيرهم بأخلاقهم العالية وتفضلهم على بعض «أبناء الأصول العريقة»!!
الأهم من كل اللى حضرتك قريته الكلام اللى جاى وهو حقايق علمية تاريخية سنرويها لك بالدليل والبرهان تؤكد لك أن كل المصريين الذين يسكنون مصر من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها ومن غربها إلى شرقها، ينتمون إلى سلالات بشرية ذات حضارة وعراقة، فهم إما أقباط مصريون وهم أحفاد القدماء صناع أول حضارة متكاملة عرفها العالم القديم، ودول غالبية المصريين مسلمين ومسيحيين.. وإما عرب وفدوا إليها من الجزيرة العربية فشربوا من نيلها وارتوت عروقهم وعقولهم من حضارة وادى النيل، أو ينتمون إلى أهلنا فى النوبة وهم أصحاب حضارة قديمة ما زالت تنبض بالحياة لغاية اللحظة اللى بتقرى فيها الحلقة الأولى، والنوع الرابع وهم قليل من أتراك وفرس وأمازيغ استوطنوا مصر فى أوقات متفرقة وانصهروا فى «الخلطة السحرية المصرية».
فى الحلقات المقبلة هنبدأ نكتب عن أشهر القبائل والعائلات المصرية بأصولها المختلفة وأشهر الشخصيات اللى قدمتها لبلدنا المحروسة.. وللحديث بقية إن شاء الله.