«عرب»: «التعليم» هو المدخل الرئيسى لمواجهة التطرف
الدكتور محمد صابر عرب
قال الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، عضو المجلس القومى لمواجهة الإرهاب والتطرف، إن «التعليم» هو المدخل الرئيسى لحل قضية الإرهاب، وإننا نحتاج لرؤية متكاملة تتناغم فيها الثقافة والتعليم والإعلام وكل مؤسسات الدولة..إلى نص الحوار:
■ هل لديك استراتيجية ورؤية لعلاج ظاهرة الإرهاب؟
- قضية مصر الكبرى والمركزية الآن هى الإرهاب، وهى قضية أمنية ومجتمعية وسياسية وتتعلق بالتنمية والتعليم والثقافة والانتقال بالمجتمع المصرى إلى مرحلة جديدة، حيث يسود الأمن، وكل هذا يحتاج إلى المدخل الرئيسى وهو التعليم، فلا يمكن أن تحسم هذه القضية الكبرى بالحلول الأمنية فقط، وإنما بتضافر كل جهود المجتمع، وبالتعليم، وبإحياء المعانى الثقافية والمجتمعية والإنسانية والسياسية والفنية.
وزير الثقافة الأسبق: من يحمل السلاح يجب التعامل معه بقوة
■ وماذا عن الخطاب الدينى كجزء من محاربة الإرهاب؟
- يجب ألا نظلم الخطاب الدينى، فالقضية أكثر خطورة وأصعب من ذلك بكثير، فالقضية تتعلق بالتنشئة والتعليم فى الصغر والبرامج الثقافية، من خلال مشروع قومى للثقافة، فالتعليم هو القاطرة الرئيسية فى محاربة الإرهاب، والثقافة أحد روافده، فالقضية مركبة وتحتاج إلى حلول طويلة وقصيرة الأجل، والمجتمع كله عليه المواجهة، فهو العنصر الأساسى فى هذه القضية، ونحن سنخاطب أجيالاً من الشباب ليس من خلال خطاب وعظى وإنما من خلال برامج فى التعليم والثقافة والحياة والمستقبل.
■ هل تقصد أن الخطاب الدينى ليس به شوائب والقضية تكمن فى التعليم والثقافة؟
- غير صحيح، فلدينا بعض الأزمات فى الخطاب الدينى، لكنها ليست القضية الوحيدة، فالخطاب الدينى به الإيجابى والسلبى، لكنه ليس هو العامل الأساسى فى حسم القضية، فالقضية تتعلق ببرامج التعليم من المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية وتتعلق بالبرامج الثقافية والاجتماعية والفنية فى المجتمع، وتتعلق برؤية متكاملة تتناغم فيها الثقافة مع التعليم مع الإعلام مع كل مؤسسات الدولة الهادفة إلى بناء الإنسان على أساس وجدانى، تخاطب وجدانه وعاطفته وتخاطب عقله، فيجب ألا نظلم الأزهر، فالمؤسسة الأزهرية بتاريخها الطويل جداً تتبنى الخطاب الوسطى المعتدل، فظاهرة التشدد والتعصب الفكرى جديدة على المجتمع الأزهرى، ولا يصح ألا نقف عندها كثيراً، فحينما نبنى ونحب أن نخاطب الناس لا يصح أن نستهدف الأزهر ونحمله المسئولية كاملة.
■ وكيف سيتم التعامل مع حاملى السلاح فى وجه الدولة؟
- لا يمكن الحوار معهم ولا مع من ينادى بممارسة العنف أو يمارسه فعلياً. هؤلاء يجب أن يتم التعامل معهم بكل قوة، والمجتمع عليه أن يلعب دوراً باعتباره الحاضن الأساسى لكل هؤلاء، ويجب أن يستعيد عافيته لأن كلنا مستهدفون، والناس فى بيوتها وأعمالها الخاصة وفى الأماكن العامة والخاصة عليهم أن يكونوا يقظين، لأن الإرهابيين وممارسى العنف موجودون بيننا، فى الريف والمدن.