هو ابن حضرتك ما يعرفش xy)(x^2+y^2)؟؟!.. إزاي يعني ده هيدخل KG1.. عن كارثة تقديم المدارس أتحدث.
العنوان اللي فوق ده طبعا ما هو إلا تعبير مجازي، أو بمعني أصح تريقة على الأسلوب المستفز اللي أصبح هو عنوان واضح وموحد لاختبارات الأطفال في المدارس الحديثة.
طبعاً جيل الأمهات الحديث بيبدأ بالحديث عن المدرسة من بعد الولادة على طول، والله مش هزار، وتبدأ الزوجة تسأل زوجها: "شايف الولد شكله ذكي إزاي؛ يا ترى هندخله مدرسة إيه؟ شايف البنت وفركها دي لازم تلعب بالية".
وطبعا الأم وقتها بتبقى في حالة من التفاؤل اللي يسبق العاصفة؛ يكبر الولد ويوصل سنه لسنتين، وتبتدي الأم تعمل الاتصالات بشبكة معارفها؛ أصحاب أو أقارب، وتكون المكالمة كالتالي:
المتصل: إيه ده إنتي لسه ما دخلتيش ابنك حضانة؟!
الأم: لأ لسه المتصل (بصوت نعيمة الصغير في شخصية ناظلة): يا لهوي، ده إنتي كدة ممكن تدمري نفسيته ومش هيبقى اجتماعي وهيفضل يعمل عليكي "بيبي" إنتي، وعلى الأرض وعلى الحيطان، وعلى الجيران، وطنط سوسو وأقاربها، ونحب نسمع أغنية "كوتوموتو يا حلوة يا بطة". وطبعا الأم في حالة من الذهو، والولد يا عيني مش مستوعب كل ما سبق، ولا فاهم كلام طنط اللي فاكراه سوبر بيبي.
الأم طبعاً مخها يلف 360 درجة وتجري على أقرب حضانة من الحضانات الحديثة، وركزوا كويس قوي في كلمة الحديثة
ويكون المشهد كالتالي :
الأم: عايزة أدخل ابني هنا
الست: طيب حضرتك أملي الورقة دي علشان لسه هنحط اسمه في الـ waiting list، وكمان لازم نعمل له اختبار
الأم: اختبار! اختبار إيه ده أنا لسه مخلصة رضعته قبل ما ندخل من الباب حضرتك
الست: ما إحنا لازم نشوف هيقدر يتعلم مننا إيه
يتعلم إيه إزاي يعني؟! أمال أنتوا بتعملوا إيه؟
ده غير الصدمة اللي بتبقى على وجه الأم لما تقرأ السعر المطلوب منها شهريا.
والحوار تقريبا شبه يومي، وكل أم بترجع تكتب تجربتها وتقول للناس "هو المفروض ابني اللي لسه بيرضع يعمل إيه تاني علشان يقبل في الحضانة؟"، وطبعا معندهاش حل تاني غير إنها تقبل، خصوصا لو هي أم عاملة.
يتم الطفل 4 سنوات وتبدأ طنط اللي فوق برضه تسألها.. "هو إنتي لسه ماقدمتيش في مدرسة؟ ده ابنك ٤ سنين.. ده إنتي كده هتضيعي سَنة من عمره.. حرام لحسن الواد ميعرفش يطلع مهندس". وتجري الأم نفس المشوار للمدرسة، واللي لازم تبقى International علشان لما أصحابها يسألوها تعرف ترد وهي فخورة. وتدخل عى الـ front desk
الأم: عايزة أقدم لابني
الست: حضرتك هتملي الورقة دي (يخرب بيتها ورقة) وإحنا هنتصل بيكي علشان نحدد ميعاد الامتحان اللي هيكون ثمنه 1000 أو 2000 جنيه مصري أو أكتر، وطبعا المبلغ ده لا يرد حتى لو ابنك سقط في الامتحان.
و تروح الأم في اليوم المحدد وتقابل المدرسة اللي هتقوم بالاختبار، وممكن يتعمل الاختبار أمام الأم، أو ممكن تطلب من الأم إنها تخرج خالص بره غرفة الاختبار (عن اختبار الـ kindergarten أتحدث.. يعني اختبار kg1). ويبدأ الاختيار اللي ممكن يصدم الأم، طبعا كله بالغة الإنجليزية فقط.
ألوان.. نقول ماشي، وطبعا الست تقلب وشها لو قال على اللون الأزرق السماوي blue، وهو المفروض يكون baby blue.
أرقام.. ممكن برضه، بس تزعل قوي لو قالت 1+1= والطفل ميعرفش.
حيوانات.. لو ما عرفش إيه الفرق بين الحيوانات المائية والزواحف تبقى أم مهملة في حقوق الحيوان. الفواكه.. المشكلة إنه قال دي بطيخة بدل watermelon
والسؤال الصادم في نهاية الاختبار.. هو ليه مش بيعرف يمسك القلم ويكتب!
وممكن بعد كل ده تكتب إنه مش مقبول وغير لائق.
ده غير طبعا المصاريف اللي ممكن تخلي الأم تقول بصوت عالي "هو جرى إيه؟ ده إحنا كدة بنشتري التعليم!".
هو في إيه؟ هي المدارس عاوزة إيه؟
أيامي كان اللي يعرف يرد على سؤال إنتي اسمك إيه وعندك كام سنه يبقي سوبر، وكان الحديث هو منين هنشتري لَبْس المدرسة اللي لازم نقول عليه دلوقتي uniform وإلا نبقى من كوكب آخر، ومكناش نعرف أي حاجة قبل أولى أبتدائي، ومع ذلك كبرنا وفي منا اللي بقوا دكاترة ومهندسين وأصحاب أعمال ناجحة جدا.
مفيش نجاح في الحياة العملية مرتبط باسم مدرسة خالص، و لا حد قدر يثبت عكس كده.
لازم كل مدرسة وكل مُدرسة تفكر مليون مرة قبل ما تحكم على طفل بإنه مش مقبول عندها، والعيب مش فيه لأ في أسئلتك. ارحموا أم ممكن تنجرح على ابنها/ بنتها.
ارحموا أب بيشق علشان أولاده تبقى أحسن حاجة في الدنيا.
ارحموا جيل لسه مش فاهم حاجة بس فاهم إن المدرسة كل حاجة.