حركة المقاومة الإسلامية - حماس- هى الجناح المسلح للفرع الفلسطينى لجماعة الإخوان الإرهابية، تأسست هذه الحركة بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى فى ديسمبر من عام ١٩٨٧، وكان تأثيرها سلبياً للغاية على الانتفاضة وعلى العمل الوطنى الفلسطينى. هذه الحركة هى من أفشل مسار أوسلو، فمع بدء تطبيق الاتفاق أقدمت على ارتكاب العشرات من العمليات الانتحارية رفضاً لأوسلو التى قامت على استعادة الأراضى الفلسطينية التى احتُلت فى عدوان يونيو ١٩٦٧، وهو ما كانت الحركة ترفضه وتعتبر أن أرض فلسطين من البحر المتوسط إلى نهر الأردن، أرض وقف إسلامى لا يجوز التفريط فى شبر منها، والحل يكمن فى إزالة إسرائيل من الوجود. هذه الحركة كانت تقول إنها حركة مقاومة مسلحة ومن ثم فهى لا تتعاطى العمل السياسى وترفض ممارسة الانتخابات، لا سيما الانتخابات التشريعية الفلسطينية لأنها ناتجة عن اتفاق أوسلو. تسللت عناصر هذه الحركة المسلحة إلى الداخل المصرى لمساعدة الجماعة الأم فى تحقيق مشروع الاستيلاء على السلطة فى مصر، وهو ما بدأ تنفيذه فى أعقاب الخامس والعشرين من يناير عام ٢٠١١، وبطلب من الجماعة تم وقف كافة أشكال المقاومة المسلحة، بل إن عناصر الجماعة من تنظيم القسام، تلقوا الأوامر بمنع قصف الأراضى الإسرائيلية، بل وحراسة الحدود مع إسرائيل حتى لا تتعرض للقصف من قبل جماعات مسلحة أخرى فى القطاع.
هذه الجماعة أساءت لمصر والمصريين كثيراً، اقتربت كثيراً من إيران وحصلت منها على دعم كبير، خانت سوريا والشعب السورى والتحقت بالجماعات المسلحة التى كانت تسعى لإسقاط نظام الأسد، الذى سبق وقدم للمكتب السياسى للحركة ملاذات آمنة فى وقت كانت فيه الحركة منبوذة وملاحقة، ارتمت فى أحضان النظام القطرى ثم التركى. باختصار هى حركة برجماتية متحولة متلونة مثلها مثل الجماعة الأم التى انبثقت منها، والدليل على ذلك أنه رغم أن المادة الأولى من ميثاق الحركة تقول بوضوح إنها جزء من التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، فإنها عندما وجدت مصلحتها فى التنصل من الانتماء للتنظيم، عقد خالد مشعل مؤتمراً فى الدوحة لينفى فيه انتماء الحركة للجماعة، وليعلن قبول أسس اتفاق أوسلو كأساس لتسوية القضية الفلسطينية، أى دولة فلسطينية على حدود ما قبل الخامس من يونيو ١٩٦٧، عاصمتها القدس الشرقية مع حق العودة. وهى نفس الأسس التى قبلتها منظمة التحرير قبل عشرات السنين ودخلت بموجبها مفاوضات أوسلو، والتى سبق أن رفضتها حماس وقامت بالعشرات من العمليات الانتحارية لوقف هذا المسار وهدمه، وهو ما تحقق بالفعل، وبعد أن عدنا إلى المربع الأول وأعادت إسرائيل احتلال ما سبق وانسحبت منه من الأراضى الفلسطينية، أعلنت الحركة قبولها بالأسس التى حكمت اتفاق أوسلو، وأسقطت مقولات صراع الوجود، إزالة إسرائيل، فلسطين من البحر إلى النهر أرض وقف إسلامى لا يجوز التفريط فى شبر منها.
هذا هو تاريخ حماس ودورها فى وقف مسار التسوية السياسية ثم التدخل فى الشأن المصرى، وفجأة حدث انفتاح مصرى على حماس، وعُقدت لقاءات بين ممثلى حماس وتيار محمد دحلان داخل حركة فتح لترتيب الأوضاع فى قطاع غزة، كيف نفهم ذلك وما هو مصير أى اتفاق يوقع مع هذه الحركة الخارجة من رحم جماعة الإخوان المسلمين؟
وللحديث بقية