«صحراء المماليك».. متحف مفتوح للسرقة.. ومقلب للقمامة
«صحراء المماليك».. متحف مفتوح للسرقة.. ومقلب للقمامة
خمسة قرون من التاريخ والعمارة والفن، شاء القدر أن تتجمع فى منطقة كانت يوماً مقراً لملوك وأمراء مصر، ومضماراً للخيل، وبستاناً لقاهرة المعز، قبل أن تطالها يد الإهمال لتتحول من بستان وارف الظلال، إلى قرافة ومن مقر للملوك إلى مأوى للخارجين عن القانون والحيوانات الضالة، لتنزوى «صحراء المماليك» التى تعتبر أكبر متحف مفتوح لآثار العصر المملوكى وتخبو آثارها الـ36 من مساجد وخنقاوات ومجموعات أثرية، بعد أن أتى عليها الروتين الحكومى، وألقت كل جهة المسئولية على الجهة الأخرى، لتتوه الحقيقة بين وزارات الآثار والسياحة والثقافة والأوقاف ومحافظة القاهرة.
تضم 36 موقعاً أثرياً مهملاً.. و4 وزارات تتهرب من المسئولية
وبعد أن ساقت كل جهة حججاً وهمية ادعت أنها تمنعها من تبنى مشروع حقيقى لإنقاذ تاريخ مصر ووضع المنطقة على خارطة السياحة، راح الجميع ينتظر تدخل قوة عليا تنقذ آثار المماليك ومقابرهم التى يعرف اللصوص وحدهم قيمتها الحقيقية بعد أن حولوها إلى «مغنم» لسرقة ما خف وزنه وزاد ثمنه، وبدلاً من أن تزين تلك الآثار مواقعها، باتت تزين متاحف إسلامية فى دول مجاورة لا تاريخ لها، واستكملت العشوائيات والمياه الجوفية المهمة لتتحول درة آثار مصر الإسلامية ومتحفها المفتوح إلى مقبرة للتاريخ ومقلب للقمامة. «الوطن» زارت «مقابر المماليك» لاستبيان الحقائق، وتستعرض آراء أثريين متخصصين، ورئيس المجلس الأعلى للآثار، الذى أكد أن التمويل بات الأزمة الحقيقية لانتشال المنطقة من مستنقع الإهمال.