خبراء "نفس واجتماع" يبرئون "ثورة يناير" من نشر العنف.. ويتهمون الإعلام
هل ثورة يناير السبب في انتشار العنف وتراجع سلوك المواطن؟
صورة أرشيفية
أكد عدد من خبراء علم النفس والاجتماع، أنه لا علاقة لثورة 25 يناير، بتراجع سلوكيات بعض المواطنين وانتشار العنف والفوضى، معتبرين أن سبب ظهور تلك السلوكيات يعود لعدم حصول المواطن على حقوقه وغياب العدالة الاجتماعية، ردا على ما رصده مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء من إحصائيات تؤكد تراجع سلوكيات المواطنين بنسب ملحوظة بعد الثورة.
وقالت الدكتورة ثريا عبدالجواد، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية: "دائما ما نربط ثورة يناير 2011 بظهور الفساد والفوضى، وهذا تحليل غير صحيح"، موضحة أنه لا توجد علاقة بين اندلاع ثورة 25 يناير وتراجع سلوكيات المواطن المصري، خصوصا وأن كل مجتمع لديه سلوكيات إيجابية، وأخرى سلبية.
الخبيرة الاجتماعية أكدت أن الجميع يملك بداخله بذور العنف والسلبية، حيث تبدأ السلوكيات السلبية في الظهور لدى الفرد عقب الفشل في تحقيق مطالبه والشعور بغياب العدالة الاجتماعية، فتزداد وتيرة العنف والغضب والسلبية في المجتمع، تزامنا مع شعور المواطن بسوء أحواله الاقتصادية نتيجة غلاء المعيشة.
وتواصل "ثريا" حديثها بقولها: "عدم الإيفاء بحاجات المواطن يشعل بداخله العنف والسلبيه تجاه الدولة"، مضيفة أن الدولة تهمل المواطن ولا تؤدي دورها في ترسيخ الالتزام بالقوانين واحترام الرأي الآخر، في الوقت الذي لا تهيئه فيه على تقبل الرأي المختلف معه.
من ناحيتها، ذكرت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن الشعب المصري بحاجة إلى ثورة ثقافية فهو لا يدرك المفاهيم بشكل صحيح، متابعة: "المواطنين أخذوا مفهوم الحرية في ثورة 25 يناير 2011 على محمل الفوضى"، مضيفة: "وسائل الإعلام رسخت خلال الفترة الحالية فكرة الفوضى والسلبية وعدم الالتزام بالقانون".
"أغلبية المسلسلات بتعرض فكرة أن كل واحد ياخد حقه بذراعه، وأنه مايلتزمش بالقانون"، هكذا حَمَّلت خبيرة علم الاجتماع صناع الدراما مسؤولية تراجع سلوكيات المواطنين، مشيرة إلى أن بطء إجراءات التقاضي يدفع المواطن للعنف تجاه الآخرين.
ودعت "فايد" إلى نشر الوعي لدى المواطنين من خلال وسائل الإعلام والتعليم ووسائل التواصل الاجتماعي والمؤسسات الدينية، خصوصًا وأنها أكثر الوسائل تأثيرا في الفرد، لانتقاء الفكر والارتقاء بوعي المواطن ولتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم.
فيما أكدت الدكتور حنان إبراهيم عيسى أستاذ علم النفس التربوي، تراجع سلوك المواطن بعد الثورة وذلك نتيجة لكسر الحاجز النفسي وتجرؤ المواطن في اختيار مصيره والمطالبة بحقوقه"، مبينة أن عددا من المواطنين حولوا هذه الجرأة إلى "بلطجة وفوضى"، لافتة إلى أن الحالة النفسية للإنسان تتغير كل 3 سنوات وفقا لتحقيق مطالبه أو مدى تطبيق العدالة في المجتمع.