لا تقولي أنك آسفة مرة أخرى، فأنت لم تؤججى لهيب الشمس، أو تحجبي نور القمر، وأنا أيضا لست آسفًا أو نادمًا على حبك، فأنتِ أجمل ماحدث لي في الربع قرن الذي عشته على ظهر هذا الكوكب، وسيبقى لون عينيكِ أجمل ذكرى ترافقني فيما تبقى من العمر.
لا تنزعجي أو تشغلي بالك إن أخبروك أنني لست على ما يرام بعدك، فأنا سأظل بخير دائما، اطمئني فإن قلبي لن يمرض وأنت فيه، ترسمين على جدرانه قصة من الوجع، وعيني لن يصيبها مكروه وقد تكحلت بالنظر إلى وجهك الوديع، كيف تضعف أذني عن السمع وقد طربت لصوتك، كيف وأنا أسمع أنفاسك التي تنشر الدفء في البراري، أنفاسك التي تنثر العبير في الهواء، ينقلها حفيف الريح، أسمعها ولا أبالغ، فأنا أستشعر كل ما يخصك، لن أصاب بالشيخوخة عندما أصير كهلًا، فربيع قلبي لم يبتدئ بعد.
لن تضعف ذاكرتي، وكيف لها ذلك، وما زال صدى صوتك يتردد فيها، ما زلت أتذكر تلك الضحكة الصافية، ما زلت أتذكر تلك الدموع أيضًا عندما يضايقك أحدهم، لكم كنتِ رقيقة يا غاليتي، ولا أستطيع تفسير قسوتك المفاجئة، التي قلبت حياتي جحيمًا لا ينتهي إلا بعودتك، بريئة أنت يا حبيبتي، برئيئة من وجعي واضطرابي، من هلاوسي ومخاوفي وانحنائي.
لن أنكسر أبدًا، وسأظل في انتظارك في مكان اعتدنا اللقاءَ فيه، حتى لو حاولتِ نسياني والانقطاع عن مراسلتي، فأنا دائما سأجد طريقة أطمئن بها عليكِ دون علمك، حتى لا أعيد إليك أية ذكرى تثير في نفسك ما يضايقها، أو أسبب لك حرجًا، فالمرأة الصعيدية تخجل من أن يشاع أن فلانًا أحبها، لأن الأمر في بلادنا يعتبر جريمة وعدم استحياء، وأنا حريص على عدم إزعاجك، كما كنتِ حريصة على الابتعاد عني، وتجاهل حبي لك، ومشاعري الجياشة تجاهك، حريص على تذكرك دائمًا، كما كنتِ حريصة على نسياني.. وسلام علي قلبك الذي لم يتسع لي.سلمان إسماعيل