خطوات السلامة داخل القطارات: «لو ولع.. نط»
شرابى
الكثير من الأفكار أصبح يراود إيناس حمدى، الشابة القاطنة بأسيوط، حين تُضطر فى أى مرة لركوب القطار، بشأن التصرف الأمثل الذى يمكن أن ينقذها فى حال اندلع حريق بالقطار أو تعرّض لخطر.. «طبعاً هنط من أقرب شباك» هكذا تحرص على البقاء قرب الأبواب والنوافذ حتى تستطيع التصرف فى أقرب خطر.
«عمرى ما هنسى مكالمة أخويا ليا فى سبتمبر السنة اللى فاتت لما اتصل وقال لى إنه لسه فى الجيزة ومش هيرجع بالقطر عشان القطر اللى كان راكبه عربياته فكت ودخلت فى بعض، ناس كتير اتعورت»، رعب تكلل بتلك الجملة التى أخبرها إياها: «نطيت من القطر مع صاحبى، بس صاحبى اتعور جامد وموديه المستشفى»، لكنها لم تلبث أن اطمأنت على شقيقها أنه بخير لم تصبه سوى بعض الخدوش والكدمات، مع ذلك لم تستطع التوقف عن التفكير فيما ستفعله فى حال تعرض القطار لحادث.
خبير: القفز السبب الأساسى فى تزايد أعداد القتلى والمصابين
لكن إسراء رحمى تعرف جيداً ما عليها فعله، الشابة الثلاثينية لم تحتمل تعطل القطار لفترة طويلة فى ديسمبر من العام الماضى، لم تعرف معها موعداً لإصلاحه: «نطيت من القطر زى كل الناس اللى نطت، بس المشكلة إن الستات والبنات اللى كانوا تخان شوية معرفوش، اللى زى دول هما أكتر ناس بتموت فى المواقف دى».
محاولات عديدة للتدرب على القفز من القطار أصبح الكثيرون يمارسونها، رغماً عنهم تارة، وباختيارهم تارة أخرة، كما هو الحال مع نادر شرابى الذى اعتاد القفز عن القطار إذا ما فوّت المحطة: «ساعات تروح عليا نومة، أو المحطة ما يبقاش لها رصيف، فى الحالتين بنط، ساعات يبقى واقف وساعات يبقى ماشى، بس النط من القطر ساعات كتير بينقذ ناس من الموت».
معايير للصحة والسلامة تغيب بشكل كلى عن رواد السكك الحديدية، حيث يضحى القفز من القطار أثناء سيره هو الخطر الأكبر، بحسب د. أحمد هيبة، خبير الصحة والسلامة المهنية، الذى يؤكد أن السر وراء ارتفاع أعداد القتلى والمصابين فى أكثر الحوادث هو التزاحم الشديد والتكدس باتجاهات معينة: «الناس ما بتبقاش عارفة هتتصرف ازاى، وهنا بتحصل عشوائية شديدة فى التصرف والناس بتدوس فوق بعض».