تخافي أن تكوني مصدر أحزاني وآلامي.. كم هو رقيق ذلك القلب النابض بين ضلوعك، فعلى الرغم من أنه لم يتسع لي، إلا أنه يخشى أن يتسبب بإيلامي وإيذائي.
لكن دعيني أسألك.. كيف تكوني مصدر أحزاني وأنا لم أبتسم قبلك، كيف وأنا لم أختبر اضطراب أوصالي، أو أعرف طعم الحب إلا بعدما عشقتك، كيف لهذه الرقة التي تكسوا ملامحك أن تؤذي مشاعري، كيف لصوتك العذب أن يذكرني بما يجرحني أو أن يُحزن قلبي؟.
كلها أسئلة لا محل لها من الإعراب، وأنتِ في غنى عن أن أجيبك عنها، لا تخافي يا حبيبة قلبي، لن أكون ضعيفًا، وسأتحمل نتائج اختيارات قلبي، على الرغم من أنها لم تجلب عليَ غير ما يعتصر روحي ألما، ويمزق خلايا مخي العصبية.
جُلَ ما أُريده أن لا تشعري بالذنب، وأن تتمادي في تجريح كل من يحبك بصدق، وأن لا تفتحي قلبك إلا لهؤلاء الذين لا يحملون لك أدنى نوع من الحب، سوى حب أنفسهم وقضاء حوائجهم.
ارحلي كما تشائين، وابتعدي أكثر، وتجاهلي رسائلي إليكِ، وتجاهلي مشاعري، فأنا لن أحزن ما دُمتِ بخير، تنعمين بالسعادة التي تبحثين عنها، وبكل تأكيد سأكون أسعد شخص على ظهر الأرض طالما لا تغادر الابتسامة وجهك.
يقول لي أحدهم أنني أدوس على كرامتي، وأتسول الحب منك، هو لا يعلم أن كرامة الإنسان في أن يحب، فالحب هو أسمى وأرق المشاعر والعلاقات الإنسانية، فكيف يكون إنسانًا من لم يعشق، وكيف يكون قديسًا إلا من يُحب دون انتظار مقابل.
لا يعلم هذا الـ«أحدهم» أن الحب لا يمكن تسوله، أو منحه بمحض الإرادة الإنسانية، هو لا يعلم أن الحب يأتي فجأة، ودون مقدمات أو أسباب يمكن إثباتها بالمنطق المجرد من المشاعر، وأنا أعذر تفكيره؛ لأنه متأثر بالعصر الذي نعيشه، العصر الذي طغت فيه المادة والآلة على الحب.. والسلام على بريق ابتسامتك الذي لم يغادر ذاكرتي، وعلى أهدابك التي يفترشها العشق، وتتوسدها الأمنيات الجميلة.