أثبت حادث برشلونة الإرهابى وإعلان جماعة داعش مسئوليتها عنه أن جماعة الإخوان إرهابية بما لا يدع مجالا للشك، فجماعة داعش تابعة للإخوان، لكن أوروبا -حتى الآن- لا تعطى الاهتمام الكافى لهذه الجماعة!
السؤال الآن: لقد حذرت مصر الرسمية القارة العجوز من هذه الجماعة، إلا أنها لم تحرك ساكناً وما زالت عواصمها تعتبر جنات لها، تفرض وصايتها عليها وتترك أفرادها يتحركون فيها بحرية وتوفّر لهم الملاذات الآمنة وتنسى أن الإرهابى ليس فقط من يطلق النيران أو يقتل، ولكن أيضاً من يدرب ويُسلح ويوفر الأموال والملاذات الآمنة.
وعندما حذّرت السعودية الأوروبيين وكذلك دولة الإمارات العربية لم ترتدع أوروبا، وظلت تتعامل مع جماعة الإخوان بميوعة لا حدود لها.
وكان طبيعياً بعد حادث ميونيخ فى ألمانيا، وبعد حوادث لندن التى أصبحت للأسف عاصمة الإرهاب فى أوروبا، ثم حوادث فرنسا، بدءاً من استاد دى فرانس، ثم حادث الدهس الشهير فى نيس، ثم حادث الدهس الأخير فى باريس، جاء حادث دهس برشلونة، والبقية تأتى بعد أن أصبحت إسبانيا فى مرمى نيران «داعش» والإخوان اليوم، ولم تفعل القارة العجوز أى شىء، فما السبب؟؟!
ربما الاستثمارات التى تُمولها بعض الدول الداعمة للإرهاب مثل قطر وتركيا.
وربما لأنها تخشى من أحداث إرهابية تُهدّد بها جماعات العنف.. إذا فرضت أوروبا إجراءات تستهدف قطع دابر الإخوان فيها.
وربما لأن جماعة الإخوان هى والجماعات الإرهابية الأخرى تُعتبر من الخلايا النائمة، وأكبر دليل على ذلك عندما تقرر أن يُلقى الأديب علاء الأسوانى محاضرة فى معهد العالم العربى، ظهر عدد من الأفراد من الجالية المصرية وطاردوه وكشفوا عن وجههم الإخوانى، ولم نسمع عن تحقيقات، أو إجراءات قانونية اتخذتها السلطات الفرنسية معهم!
أوروبا والحق يُقال أصبحت اليوم وراء القضبان وتكاد تكون متواطئة مع الإرهابيين الذين تدفعهم دفعاً للهجوم على الشرق الأوسط والمشرق العربى وشبه جزيرة العرب.
لا نعفى أوروبا من المسئولية، فهى تتكلم فقط عن الإرهاب، لكن لا تفعل أى شىء، مثلاً هى تتكلم عن الأمن والأمان، ويجب أن يلفا العالم كله، لكن الإرهاب يُعشش فى عواصمها، ولم تتخذ إجراءً واحداً لطرده أو التعامل معه جنائياً، وكأن الإرهاب خُلق فقط للمنطقة العربية والإسلامية، وليس مستوطناً لعواصم أوروبية بدءاً من عاصمته لندن، ثم بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبى وروما وأمستردام، وأخيراً برشلونة.
اللهم لا شماتة، الإرهاب كما قالت مصر الرسمية لا وطن له ولا دين ولا عنوان، وهو آفة عالمية، ويجب أن تكون مكافحته عالمية أيضاً. لماذا حتى الآن لم نسمع أن دولة أوروبية أعلنت تضامنها مع إسبانيا والوقوف معها فى جبهة عالمية لمواجهة الإرهاب؟
إنه على ما يبدو جُبن ما بعده جُبن، فالإرهاب الإخوانى يضرب كل بيت وشارع ومدينة فى أوروبا.. ولا حس ولا خبر!!
يجب أن نعلم أن القارة العجوز ليس عندها ما تُعطيه للعرب، فقط نريد مواقف لطالما حدثتنا عنها، خصوصاً أنها أصبحت فى مرمى نيران الإرهاب الذى يضرب مدنها بسلاحها الذى باعته لبعض النظم، وهى تعلم أنه سيصل يوماً إلى الجماعات الإرهابية، فليس غير أوروبا وأمريكا من يصنع السلاح ويبيعه فى العالم.
أوروبا اليوم أصبحت أسيرة للإرهاب وحامية له فى آن واحد، وأكاد أقول متواطئة معه، فبعد حادث الدهس الشهير فى برشلونة.. ماذا فعلت أوروبا كإجراء وقائى لحماية مواطنيها من الإرهاب؟
لا شئ، ورغم ذلك تزعم أن الإرهاب صناعة شرق أوسطية، وهذا غير صحيح، ويكفى أن نقول إنها سعت دائماً لإلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، وهذا ادعاء لا أساس له من الصحة، فأنت اسمك «محمد أو محمود أو مصطفى أو عبدالله»، بمعنى أن الأسماء ذات الاشتقاقات الإسلامية تعنى أنك إرهابى حتى يثبت العكس!
وأقول الحق كان هذا الاتهام يمكن أن يكون صحيحاً فى السنوات الماضية، أما اليوم، وبعد أن أصبحت أوروبا غطاءً سياسياً وأيديولوجياً للإرهاب، وبعد أن أصبحت مستهدفة، وفى مرماه الحقيقى فلا بد إذاً من تغيير موقفها من الإرهاب والإسلام الذى لطالما ظلمته، وهى تعلم أكثر من غيرها أنه دين تسامح ينبذ العنف ويكره الإرهاب.
أوروبا تغافلت كثيراً عندما كان العرب يحذرونها من أنها ستكتوى يوماً بنيران الإرهاب.
ما يحدث اليوم هو اكتواء بنيران الإرهاب، فماذا فعلت أوروبا؟
شعوبها تموت يومياً، وعواصمها تحترق، ومدنها تعيش فى خطر، وأوروبا مشغولة باتهام الشرق الأوسط بأنه حظيرة للإرهابيين، ونسيت لندن -عاصمة الإرهاب فى أوروبا- والجماعات الإخوانية التى اتّخذت من عواصم القارة العجوز ملاذات آمنة وتستخدم تقدّمها التكنولوجى وأدوات العولمة فى قتل الأبرياء، سواء فى أوروبا أو المنطقة العربية.
أوروبا يا قوم لا تريد صلاحاً لنا، تقوى الجماعات الإرهابية وتتهمنا بالإرهاب، مع أنها أكبر قارة إرهابية فى العالم.
وقديماً قال ناعوم تشومسكى إن أكبر دولة إرهابية فى العالم التى تحتضن الإرهابيين أمثال عمر عبدالرحمن قديماً وتبيع السلاح للإرهابيين والنظم الداعمة للإرهاب، إذاً فهى أكبر دولة إرهابية فى العالم، واليوم نضيف إليها القارة العجوز التى لم تفعل أى شىء رداً على الإرهاب الذى ضرب برشلونة فى إسبانيا؟.
صحيح أنه لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب، لكن أن تخاف من جماعة الإخوان، وأن تتواطأ مع الدول الداعمة للإرهاب مثل قطر فهذا ما لا يمكن أن يُغتفر.
أوروبا تسير على النهج الأمريكى نفسه، هى تحتضن الإرهاب وتسلحه وتقدم له الدعم وتوفر له الملاذات الآمنة سياسياً وإعلامياً، ثم تتهمنا فى المنطقة العربية بما ليس فينا!
فقد احتضنت قديماً أسامة بن لادن ودربته وسلحته ليقاوم بالنيابة عنها المد الشيوعى الأحمر، صنعت له القاعدة، وجندت جيوشه فى أفغانستان.
ثم أعدّت الاتهام لنا فى المنطقة العربية بأننا إرهابيون!!
هذا هو ديدن السياسة الأمريكية والأوروبية، لكن هل لا نزال لا نعرف التمييز بين عدونا وصديقنا؟ ربما!