«الأنفوشى للأطفال».. أطباء بلا خبرة و«لو مش عاجبك رُوح شخَّص الحالة بره»
مستشفى الأنفوشى للأطفال
وسط منطقة قديمة وتاريخية يقع مستشفى الأنفوشى للأطفال (الملكة نازلى سابقاً)، الذى يعد واحداً من مستشفيات الأطفال، والذى يخدم أهالى الإسكندرية، والتابع لوزارة الصحة. وعلى الرغم من جاهزيته بالحضانات وأجهزة التنفس الصناعى وأسرة للعناية المركزة، إلا أنه ما زال يفتقر الخدمة الطبية المتميزة التى من المفترض أن تقدم للأطفال الصغار.
ويحتوى مستشفى الأنفوشى العام على 22 حضانة للأطفال و7 أجهزة تنفس صناعى بالحضانات، ووحدة العناية المركزة 9 أسرة، بالإضافة إلى 24 سريراً و9 أسرة درج، و4 أسرة عزل للحالات المعدية، والعيادات الخارجية لجميع الأقسام: أسنان، ورمد، وجلدية، وأنف وأذن وحنجرة، وعظام، وتغذية، وجراحة، وأشعة.
«أنت وحظك لو كشف عليك دكتور كويس فى المستشفى» جملة كررها أكثر من مريض داخل المستشفى بالعيادات الخارجية، فى إشارة منهم وتأكيد على عدم وجود كوادر طبية داخل المستشفى فى معظم الأحيان. 3 جنيهات هو سعر الكشف فى العيادات الخارجية للأطفال، ويستقبل المستشفى خلال الأيام الحالية عدداً من مرضى الصدر الذين يعانون من مشاكل فى التنفس خلال الموجة الحارة، وغالباً ما يذهبون إلى المستشفى للحصول على تنفس صناعى لإنقاذهم.
«المستشفى كويسة بس المشكلة مفيش دكاترة كويسين».. جملة قالتها الثلاثينية «ليلى السيد»، إحدى المترددات على المستشفى، قبل أن تكمل قائلة: «الدكتور بيكشف بس من غير ما يطمن الأم، وممكن الولد يكون تعبان وحالته مش كويسة والدكتور يقول مافيهوش حاجة، بس للأسف سعرها هو اللى مناسب لينا غير إنها بتنقذنا فى الطوارئ». وتقول بثينة محمود، 31 سنة: «ابنى تعب الساعة 12 بالليل جبته المستشفى أخد تنفس صناعى لأنه بيعانى من ضيق فى التنفس، المستشفى كويسة وفيها شغل بس المشكلة فى الدبان، الطفل بيكون نايم على السرير وبياخد نفس وأمه ماسكة ورقة تهش بيها من فوقيه، وده بسبب الزبالة اللى حوالين المستشفى من كل حتة».
وخارج أسوار المستشفى وقفت سيدة، رفضت ذكر اسمها، تحمل على كتفها طفلها الصغير، وبجوارها طفلها الآخر، كانت هى الأخرى لها شكواها من قلة الاهتمام داخل المستشفى، فضلاً عن عدم توافر الأدوية فى أغلب الأوقات: «فيه دكاترة أصلاً مابيعرفوش يشخصوا الحالة وبيكتبوا علاج غلط، ونفضل رايحين جايين على قلة فايدة، وبتبقى جاى تكشف وبتقول يا بختك يابو بخيت، وهم خمس دقايق والدكتور بيقلب العيل اللى قدامه، ولما تكلمه يقولك لو مش عاجبك روح شخّص الحالة بره»، مشيرة إلى عدم توافر الأدوية فى أغلب الأوقات، فضلاً عن ضعف العلاج المتوفر: «العلاج بتاعهم مابيعملش حاجة، بس أنا هعمل إيه، الدكاترة بره غاليين جداً وأنا مفيش قدامى غير إنى آجى هنا».