ما معنى وجود حزب «النور» السلفى؟
معناه خنجر مغروس فى قلب الوطن يعرقل خارطة الطريق لما بعد 30 يونيو!
معناه وجود «جوكر» يقش كل فلول الإخوان، ليصبح البديل القادم لتكريس دولتهم الدينية!
ورغم أنه حزب «دينى» يجب حله ومنع قيام مثله، فقد سُمح لقياداته بحضور اجتماعات وزير الدفاع، وعطل تشكيل الوزارة واعترض على المرشحين لرئاستها وعلى وزراء بعينهم.. فقط ليثبت أنه «خليفة الإخوان» فى العناد والديكتاتورية!
كان مبرر اعتراض حزب «النور» على تولى الدكتور «زياد بهاء الدين» المنصب لأن والدته «مسيحية»، ولا أدرى لماذا استسلم الرئيس المؤقت ووزير الدفاع لتعنت حزب «النور» أو لتخاريفه السياسية.. هل كانوا يخشون من انضمامهم لإرهاب الإخوان واعتصاماتهم؟!
أعضاء حزب «النور» وأنصارهم موجودون بالفعل فى اعتصامى «رابعة» و«النهضة».. بل إنهم يحشدون الأنصار فى الريف والأقاليم لتأييد الإخوان من جهة، ومن الجهة الأخرى يتصدرون مشهد «المصالحة الوطنية» التى يرعاها الدكتور «أحمد الطيب»، شيخ الأزهر!
حزب «النور» لم يشارك أصلا فى ثورة 30 يونيو ولم يعترف بها، وحين كتب المتحدث الرسمى للحزب «نادر بكار» على «تويتر»: (إن المسيرات والمظاهرات المؤيدة لتفويض الجيش فى محاربة الإرهاب «صورتها بليغة»، وأعطت رسالة بأن الشعب مصمم على المضى إلى الأمام والعمل على اللُحمة الوطنية).. أبعده رئيس الحزب الدكتور «يونس مخيون» فورا عن وسائل الإعلام وأعفاه من منصبه، لأن «بكار» فى نظر «مخيون»: (أخطأ فى تصريحاته حول مظاهرات «تفويض الجيش»، تصريحات تتنافى مع رؤية الحزب الرسمية)!
«يونس مخيون» الوريث الشرعى لعرش الإخوان فى حكم مصر يعترض على تفويضنا للجيش، رغم أننى لا أذكر من نضاله أكثر من المطالبة بإلغاء القانون الذى لا يسمح بزواج الفتاة إلا بعد بلوغها 18 عاما، واستبداله بقانون يسمح بزواج الفتيات فور بلوغهن ليحول مصر إلى سوق «نخاسة» مفتوح لبيع الفقيرات إلى شيوخ العرب بـ«القانون».. حدث هذا عندما اختطفوا «التشريع» فى مجلس الشورى المنحل.
الآن، يضغط حزب «النور» لعرقلة تعديل مواد الدستور، ويعلن تمسكه بمواد هناك إجماع على رفضها، وهى مواد (2، 4، 81، 219)، والتى يعتبرونها مواد الهوية المصرية الإسلامية.. فيهددون بالانسحاب من لجنة الخمسين، ثم يرفضون تعديل الدستور إلا باقتراح من برلمان منتخب طامحين أن يكونوا الأغلبية فيه!!
«من أنتم» أصلا، أنتم وجودكم فى الحياة السياسية «باطل»، وما أنتم إلا عباءة جديدة للإخوان تحتها عقول أكثر رجعية وتخلفا!
أنتم مثال حى للانتهازية السياسية، لقد شاركتم الإخوان الحكم، وحين ترنح «مرسى» على كرسيه طالبتم بحكومة ائتلافية، ونددتم بحالة الطوارئ، وتبرأتم من «الدستور».. وتحملتم تجريس مستشاركم فى الرئاسة انتظارا لهذا اليوم.
ثم شاركتم فى وضع خارطة الطريق بعد 30 يونيو وانقلبتم عليها.. إنكم بألف وجه وألف قناع، أنتم الفصيل الأقرب للسلفية الجهادية التى أعلنت الحرب على جيشنا فى سيناء، والمندوب السامى لفرض الفكر الوهابى فى مصر، والمحرض الأول على قتل «الشيعة» وهم مسلمون رغم أنفكم!
من الذى نصّب حزب «النور» وصيا على الدستور والمسار الديمقراطى فى مصر؟
لماذا نكرر أخطاء «25 يناير» بحرفية شديدة، نسلم ملف المصالحة لمشايخ السياسة و«ذقون» لا تخلو من تطرف.. نرفع شعار «لا إقصاء لفصيل سياسى» لنستسلم نحن لفصيل واجهته حزب «النور» ومن خلفه كتائب التكفير والسلفية الجهادية والإخوان.. وكلهم أياديهم ملوثة بدمائنا؟!