محب الرافعى: المعلم المصرى مظلوم
محب الرافعى
أكد الدكتور محب الرافعى، وزير التربية والتعليم الأسبق، أن الضبطية القضائية يمكن أن تكون «رأس الحربة» التى تستخدمها الوزارة للقضاء على الدروس الخصوصية، التى أصبحت آفة العملية التعليمية فى مصر، مشيراً إلى أن مراكز الدروس الخصوصية منتشرة بجميع محافظات مصر، وأصبحت ظاهرة متوغلة فى ثقافة المجتمع.. وإلى نص الحوار:
فى البداية.. كيف ترى تفشى ظاهرة الدروس الخصوصية؟
- ظاهرة الدروس الخصوصية يجب محاربتها، وإغلاق كل مراكز الدروس الخصوصية فى مختلف محافظات الجمهورية عن طريق الضبطية القضائية التابعة لوزارة التربية والتعليم، لأن الدروس الخصوصية تعمل على إضعاف العملية التعليمية فى مصر.
هل الدروس الخصوصية من أهم الأزمات التى تعانى منها العملية التعليمية؟
- بالفعل، لأن الدروس الخصوصية آفة العملية التعليمية فى مصر فهى منتشرة ومتوغلة فى ثقافة المجتمع المصرى، ولا بد من رفع أجور المعلمين، وتطوير الامتحانات التى تعتمد على الحفظ والتلقين، فبعد أن ينتهى الطالب من الامتحان ينسى كل شىء، ويجب أن يتم ذلك من خلال خطة تنفيذية يتم وضعها لتطوير المنظومة التعليمية يكملها كل وزير يأتى لتنفيذها على أرض الواقع ولا تكون مجرد عبارة عن توصيات.
وزير التعليم الأسبق: 10 آلاف فقط للمراكز من إجمالى 1٫6 مليون مدرس.. «عايزين نبقى زى فنلندا»
وما تعليقك على اتهام المعلمين بالتقصير وأنهم سبب انتشار الدروس الخصوصية؟
- المعلم مظلوم فى مصر، فنحن دائماً ننظر إلى فئة محددة وقليلة من المعلمين وهى الفئة التى تعطى الدروس الخصوصية، فنحن لدينا مليون و600 ألف معلم، منهم 10 آلاف معلم يعطون دروساً خصوصية ويتقاضون مبالغ كبيرة جداً، ولكن لدينا أيضاً عدد كبير من المعلمين لا يعطون دروساً خصوصية، ونحن نطالب بتحسين دخل المعلم، مثل فنلندا، التى تتميز بأحسن نظم تعليمية فى العالم، ولا بد أن تكون هناك معايير دقيقة جداً لاختيار المعلمين، ففى فنلندا أى معلم لا بد أن يكون حاصلاً على الماجستير والدكتوراه، لذلك أصبحت من أقوى دول العالم فى التعليم.
هل الضبطية القضائية تساعد على إغلاق مراكز الدروس الخصوصية؟
- دعنى أتحدث بكل وضوح أن لجنة الضبطية القضائية التابعة لوزارة التربية والتعليم قادرة تماماً على إغلاق جميع مراكز الدروس الخصوصية، كما أنها قادرة على الوصول لجميع المعلمين الذين يعطون دروساً خصوصية.
من وجهة نظرك.. هل ستنجح الوزارة فى القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية؟
- فى البداية، وزارة التربية والتعليم قادرة تماماً على محاربة الدروس الخصوصية، وإغلاق جميع مراكز الدروس الخصوصية فى مختلف محافظات مصر، ولكن ذلك يحتاج إلى التخطيط المستمر، ووضع خطط بديلة للدروس الخصوصية، حتى تتمكن الوزارة من القضاء نهائياً على ظاهرة انتشار مراكز الدروس الخصوصية.
فى النهاية.. كيف ترى مستقبل منظومة العملية التعليمية فى مصر؟
- المستقبل متوقف على مدى أهمية أن تصبح قضية تطوير التعليم فى مصر من أولويات الإرادة السياسية لتنفيذ خطوات تطوير التعليم على أرض الواقع، ولكى يتطور قطاع التعليم، فلا بد أن يتحول الاهتمام بالطالب من الحفظ والتلقين إلى مهارات البحث والتفكير الابتكارى النقدى، واعتماد الامتحانات على الخيال العلمى والابتكار.