رغم أن الشخصية تبدو واقعية تماما لكنها نتيجة كمية كبيرة من الاستثناءات، فمثلا شخصية عطيل وكل ما سيأتي استثناء فهو قائد حربي كبير في البندقية رغم أنه مغربي أسود، يحب فتاة جميلة، فإذا غيرنا أي جزئية لتحولت المسرحية لشيء آخر.
ولناخذ مثلاً السيد أحمد عبدالجواد في الثلاثية أليس متميزا بصفات خاصة جدا استثنائية؟ فهو صارم في العلن لكن مهزار كبير في السر، يصرف النقود بحساب لكنه مسرف في السر وبالتالي الشخصية لها استثناءات تؤكد مسار الشخصية وتدعوهم للتميز أكثر، تعالوا نحلل شخصية زوربا للأديب اليوناني كزانزكس لنكتشف أن الشخصية لولا الاستثناء لأصبحت متناقضة فهو مرح جدا، لكنه يحمل هموم كثيرة، كبير في السن لكنه يتعامل كطفل برئ وسنه لا يعكسها تصرفاته وهنا نحاول تحليل مصدر السحر والجاذبية في زوربا وهو كل الشخصية دون الابتعاد عن أي تفصيل، فهو مثلا غير متوقع التصرفات والأفعال وبالتالي فهو شخصية منفردة لأنها شخصية متروك لها الحرية لتكون كما تريد، لا كما يريد الكاتب وربما هذا يحتاج بعض التوضيح.
فالشخصية مع ترك لها الحرية تفاجأ الكاتب باستثناءات مختلفة لكنها تجعل للشخصية طعم مختلف متميز، الكاتب يجتهد بإيجاد ابعاد الشخصية الثلاثة الجسدية والاجتماعية والنفسية ويتركها لتتحول إلى شخصية مستقلة تضاف لها مفرداتها الخاصة مع الوقت.
لنبتكر شخصية وهي توت وهو شاب في العشرينات لكن يعاني من حالة عصبية عجيبة حيث يتعامل مع كل انفعال بالعكس، وهذا استثناء ينتج شخصية مختلفة عن المعتاد، وماذا لو تحولت الشخصية لفتاة بنفس الصفات بالطبع ستصبح شخصية مختلفة، وهذه نقطة واحدة فقط فكلما زادت الاستثناءات كلما تحولت الشخصية لحقيقة أكثر.