للحظة الموت «رهبة» يقف أمامها أى إنسان طبيعى فى خشوع ممزوج برهبة واضحة وهو ينظر إلى عظمة قدرة الله سبحانه وتعالى وهو «يخرج الميت من الحى»، إلا أن لجماعة «الإخوان الإرهابية» موقفاً آخر تماماً يتفق مع «دين أبوهم».. فإذا كانوا قد اعتادوا على إسالة دماء الأبرياء دون أن يرتجف لهم رمش، فلم لا يتاجرون بـ«موت» أحد رموزهم أملاً فى إعادة هؤلاء المختطفين ذهنياً إلى صفوفهم مرة أخرى بعد أن اكتشفوا أى خدعة أوقعهم فيها هؤلاء المخادعون بعد أن تركوهم وحدهم خلال اعتصامى «رابعة والنهضة» -وتسللوا متنكرين فى زى منتقبات- ليسددوا فاتورة هذا «الخداع»!!
منذ أن «ركلت» ملايين المواطنين يوم 30 يونيو «جماعة الإرهاب» خارج تاريخ الوطن لم تسلم «ثورة الشعب» من محاولات خداعهم أملاً فى أن تحيد عن خريطة طريقها.. ولكن لأن للوطن رجاله ومن قبلهم «رب» يحميه أكملت الثورة طريقها وتحولت إلى دولة أكملت مؤسساتها وبات الطريق واضحاً، وهو ما أشعر «هؤلاء العملاء» بضآلة حجمهم فاختفوا عن المشهد للحظات ترقباً لوقت يتوهمون فيه أنه بات مناسباً لإعادة محاولاتهم اليائسة مرة أخرى لهدم «الوطن» وأوهموا أنفسهم بأن لحظة «وفاة» مرشدهم السابق هى التوقيت المناسب لتنفيذ مخططهم بعودة ما كان.
صراخ بـ«مظلومية مزعومة.. بكائية زائفة.. ولّولة.. ادعاء خادع.. باطل» هكذا كانت بضاعة «جماعة الإرهابيين» يعرضونها على تابعيهم، فقد ادعى بيان لهؤلاء «الإرهابيين» أن وفاة زعيمهم السابق، محمد مهدى عاكف، فى السجن ناجمة عن «عملية قتل ممنهج نفذتها السلطات المصرية الحالية»، فى حين أن وفاة «مرشد طز فى مصر 89 عاماً» وقعت فى مستشفى قصر العينى، حيث كان يقضى فترة سجنه على ذمة قضية «أحداث مكتب الإرشاد».. إذ كانت أسرة «عاكف» قد طلبت نقله إلى مستشفى مغاير لمستشفى السجن فاستجابت وزارة الداخلية لهذا الطلب وجرى نقله قبل نحو عام إلى «جناح خاص بمستشفى قصر العينى» لعلاجه من «سرطان المرارة» وأمراض أخرى بسبب الشيخوخة.
ولأنها اعتادت دوماً الكذب والخداع والادعاء بالباطل فقد حمل بيان لـ«الجماعة الإرهابية» أصدرته على لسان المتحدث الرسمى باسمها، أحمد سيف الدين، مساء يوم الجمعة جملة لافتة للنظر جاء فيها: «تتقدم جماعة الإخوان بالعزاء للأمة الإسلامية فى فقيدها، وشهيد الدعوة الإسلامية، فضيلة الأستاذ محمد مهدى عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، الذى استشهد مصارعاً للمرض فى سجون الانقلاب العسكرى وهو يناهز الـ90 عاماً، فلقى ربه صامداً ثابتاً رافضاً طلب العفو من الطغاة»، فى الوقت الذى فضح فيه عبدالمنعم عبدالمقصود، رئيس هيئة الدفاع عن عاكف، كذب الجماعة إذ قال -دون أن يقصد ذلك بالطبع-: «إن عاكف لم يحصل على إفراج صحى من السلطات رغم المطالبات العديدة بذلك».
ولأننا اعتدنا على كذب هؤلاء الإرهابيين وادعاءاتهم الباطلة فلم نتوقف أمام لقب «الشهيد» الذى منحوه لفقيدهم.. فإذا كان «عاكف شهيداً» فبماذا سنصف ضحاياه من الضباط والجنود البواسل الذين دفعوا حياتهم طواعية ثمناً للدفاع عن الوطن ضد إرهابهم نتيجة «فتاواه وتعليماته»؟!
ادعاءات «تجار الدم» لم تتوقف عند هذا الحد بل إن خداعهم وصل إلى حد الزعم بأن «قبر مرشد الإرهابيين» كان «يشع نوراً» خلال دفن جثمانه، كما لو كانت السماء تحتفل باستقباله..! فيما لم يجرؤ أحد من بين مليار ونصف مليار مسلم فى العالم على أن يدعى أن قبر سيد البشرية أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يتسلل منه ولو مجرد شعاع ضوء..! فى نفس الوقت دخلت ابنة «مرشد الإرهابيين» إلى المزاد لتؤكد أن «الملائكة قد قاموا بغُسل والدها وتكفينه والصلاة على جثمانه «تكبير»؟؟!! هكذا ادعت.. الأمر ليس بغريب على هؤلاء الذين يجيدون اختلاق الأساطير لخداع السذج والبلهاء من أتباعهم، فقد سبق وأعلنوا أن «سيدنا جبريل» اعتاد على الهبوط من السماء كل ليلة ليطمئن على «معتصمى رابعة» بل وصل الأمر إلى الادعاء بأن النبى صلى الله عليه وسلم طلب من «الرئيس مرسى» أن يؤمه والأنبياء فى الصلاة «تكبير»!!.. وهو ما أعلنوه فى ميكرفونات اعتصامهم على مسمع من العالم أجمع بعد أن نجح «فتى ماسبيرو الأول» المتولى صلاح عبدالمقصود وقت توليه مسئولية وزارة الإعلام فى تسريب وحدة «البث التليفزيونى المباشر» إلى موقع اعتصام رابعة..!
واقع الحال يؤكد أن «الشهيد المزعوم» لم يكن سوى «إمام للمنافقين والكاذبين»، إذ لن ينسى المواطنون أن فضيحة كبرى قد ثارت حول «مرشد الإرهابيين» هذا عندما أنكر أنه قال فى حوار نشرته جريدة روزاليوسف «طز فى مصر.. وأبومصر.. واللى فى مصر»، وهدد بإقامة دعوى قضائية ضد الجريدة إلا أن روزاليوسف أعلنت امتلاكها لنص الحوار مسجلاً بصوته، بل إن رئيس تحرير الجريدة عبدالله كمال رحمه الله بث على التليفزيون المصرى هذا المقطع بصوت مهدى عاكف فى برنامج «البيت بيتك» مساء يوم 10 أبريل 2006.. ولهذا لم يقم «مرشد الخداع» أى دعوى!
إذا كانت كل هذه الادعاءات هى رد فعل جماعة الإرهابيين على «وفاة طبيعية» لمرشدها نظراً لمرضه وتقدم سنه فهل ننتظر بياناً لهذه الجماعة الكاذبة يؤكد وقت تنفيذ حكم القصاص فى قيادتها أن «غرفة الإعدام» كانت تشع نوراً وأن الملائكة قد حملت جثامينهم إلى «....».. تكبير..!.. ولك يا مصر السلامة دوماً.