من 4 إلى 94 مليون نسمة.. قصة أول تعداد سكاني في مصر
أرشيفية
135 عاما، هم الفارق التقريبي بين إصدار أول تعداد سكاني رسمي في مصر، وأول تعداد إلكتروني كامل للبلاد، الذي أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم، في مؤتمر صحفي ضخم، حول نتائج التعداد العام «السكان والإسكان والمنشآت» لعام 2017، حيث بلغ عدد السكان 94 مليونا و798 ألفا و827 نسمة بالداخل.
وقال اللواء أبوبكر الجندي، رئيس الجهاز ورئيس المجلس الأعلى للتعداد السكاني، إن تعداد 2017 يعد التعداد الـ14 في سلسلة التعدادات المصرية، وأول تعداد إلكتروني كامل، حيث يجرى التعداد كل 10 سنوات، ويقوم بتوفير قاعدة بيانات دقيقة وشاملة لكافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، التي تساعد صناع القرار في رسم السياسات والخطط المستقبلية للدولة.
وشارك بالمؤتمر الرئيس عبدالفتاح السيسي، والدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء، وكافة المحافظين علاوة علي وكيلي مجلس النواب ورؤساء اللجان بالمجلس، وممثلى المنظمات الأجنبية بالقاهرة، ورؤساء وأعضاء المجالس والمراكز البحثية، وأساتذة جامعات، وكبار الصحفيين والمفكرين، وممثلي الجمعيات الأهلية، كما يحضر المؤتمر رؤساء الأجهزة الإحصائية العربية والأجنبية.
إجراء أول تعداد سكاني للبلاد الذي تم في عام 1882، سبقه محاولات عدة بدأت في أواخر عهد محمد علي باشا، حيث أُجري حصر لسكان مصر، بين عامي 1846 و1848، وتراوح بين 4 و4.5 مليون نسمة، بهدف معالجة المشكلات الإنتاجية وتقييم الموارد البشرية بالبلاد حينذاك، بحسب ما أوردته مجلة "ذاكرة مصر المعاصرة" لمكتبة الإسكندرية.
وتابعت المجلة في عددها التاسع، أن محمد علي كان مهتما بحساب النمو السكاني، لبناء اقتصاد قومي واقتصاد اجتماعي جديد، خصوصًا بعد المتغيرات الكبيرة التي فرضتها معاهدة لندن 1840، وفرمان 1841 الذي حصلت مصر بمقتضاه على استقلال قضائها الإداري.
واعتمد مشروع التعداد السكاني في تنفيذه على تعاون مشايخ الحصص مع عدد من الكتبة الذين تم تخصيصهم للنزول إلى القرى لحصر كافة سكانها واستيفاء جميع البيانات المطلوبة للتعداد، ويقوم مشايخ الحصص وشيوخ النواحي بالإشهاد الشرعي على أنفسهم بصحة هذه البيانات.
وفي 1882، أثناء حكم الخديو توفيق، شهدت البلاد أول تسجيل للتعداد السكاني، على يد الإنجليز، والذي بلغ وقتها 6.7 مليون نسمة، وفقا لجهاز الإحصاء، ليتوالى بعدها إحصائيات عدة، حيث تضاعف عدد السكان لأول مرة خلال خمسون عاما من 1897 إلى 1947 حيث إرتفع عددهم من9.7 مليون نسمة إلى ما يزيد على 19 مليون نسمة خلال الفترة بين التعدادين، وتضاعف عددهم مرة ثانية خلال ثلاثين عاما من 1947 إلى 1976 ثم تضاعفت للمرة الثالثة في فترة الثلاثين عاما التالية حيث إرتفع عدد السكان من 36.6 مليون نسمة في تعداد 1976 إلى 72.8 مليون نسمة فى تعداد 2006، ليستمر في الزيادة إلى أن يصل لأكثر من 94 مليونا، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.