دعوات التبرع لتمويل الحملات الانتخابية لمرشحى الرئاسة ماشية «على دونه». منذ أيامها الأولى رفعت حملة «صباحى» شعار «اتبرع ولو بجنيه»، وهى دعوة «فقايرى» جدا، تختلف عن «أبوالفتوح» المرشح «الغنى» الذى أكد أنه يمول حملته الانتخابية من «جيبه» بالإضافة إلى التبرعات، لكنه لم يحدد -مثل «صباحى»- قيمة التبرع إعمالاً لمبدأ «الحسنة المخفية». «البسطويسى» أكد أنه لن يجمع تبرعات لحملته الانتخابية تطبيقاً -فيما يبدو- لقاعدة «اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب». لم يتحدث «موسى» كثيراً فى قضية «التبرعات»، لكن البعض اتهمه بأنه يحظى بتمويل بعض رجال الأعمال، وسكت «موسى ولم يرد» إيماناً بالمثل الشعبى «السكوت علامة الرضا»!، أما أحمد شفيق فرفض الإفصاح أصلاً عن ذمته المالية لأن «العين فلقت الحجر».
عموما «صباحى» كان الأكثر صراحة فى تحديد موقفه من موضوع التبرع. فقد رفعت حملته شعار «نصنع رئيس مصر بأموال المصريين». فليس معقولاً ولا مقبولاً أن نشترى «رئيس» من الخارج، بل لا بد أن يكون صناعة مصرية، والناس لازم تساعد بعضها، و«القلب على القلب رحمة».
نحن نريد أن نصنع رئيساً.. وكلك نظر.. مش حقول الرجل بكام والإيد بكام والدماغ بكام. شوف الحواشى والدواخل تساوى كام؟! وقبل أن تحدد السعر يرجى مراعاة أن هذه «العدد» مطلوبة لرئيس وليس لمواطن عادى!
الدعوة للتبرع طبيعية. فى كل الدول الديمقراطية يصرف المواطن من جيبه على «ريسه». وليس المصرى أقل ديمقراطية من مواطنى هذه الدول فهو لا يتأخر عن الصرف على «ريسه» بس بشرط أن يعيد له «الريس» فلوسه وفوقها «نفحة»! أو يسببه «الريس» بـ«الفلوس» والمواطن ينفحه بما يريد، خصوصاً أن مواطنين «كتير» يلاحظون الإعلانات «المهولة» للمرشحين التى تتكلف «الكثير»، وبعض الخبثاء يقولون إن المرشحين يقبضون من البرامج التليفزيونية التى يظهرون فيها، والحسّابة بتحسب! والمصرى شعاره «هات وخد» وتلك هى الديمقراطية، أما الديكتاتورية فشعارها «هات هات». الديمقراطية «أخذ وعطاء» و«شيلنى وأشيلك».
إن الأب يصرخ فى مراته وعياله بتلك الآهة الذكورية الشهيرة «كله هات هات.. مفيش خد!». وكل ما أخشاه أن تدفع حمى الدعوة للتبرع لحملات المرشحين المواطن «الديمقراطى» للنظر إليهم نظرته إلى «جوزته وعياله». فقد يؤدى ذلك إلى خراب انتخابات الرئاسة كما يؤدى الطلب المستمر للجنيه إلى خراب البيوت. أدعو المرشحين للرئاسة إلى قراءة «دليل المرشح العاطفى إلى قلب المواطن» والذى تتصدره صورة مهيبة للـ«جنيه» حتى يفهموا نفسية أعزائهم الناخبين.
بعض المواطنين المصريين لا يهمهم كثيراً وجود رئيس، لأنهم يرفعون شعار «لومه».. رئيس جمهورية نفسه!.