اقتحمت ظاهرة "التريند" حياتنا اليومية بشكل مخيف جدا في الفترة الأخيرة، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الذي يستخدمه أغلب الشعب المصري بكافة طبقاته الاجتماعية والثقافية المختلفة، بل أصبح وسيلة سريعة جدا للشهرة وخلق المواضيع الجديدة التي تستخدمها برامج "التوك شو" في تعبئة ساعات الهواء لمشاهديها في البيوت، دون البحث عن مشاكل وقضايا أهم بكثير من مواضيع قتلت بحثا على مواقع التواصل، وهذا يكشف الإعلام الهش الذي أصبح يعتبر كل ما يحقق شهرة بشكل أو بآخر مجرد "سبوبة" يسعى الجميع إلى محاولة الاستفادة منها بأكبر شكل ممكن حتى لو كان ذلك على حساب القيم وميثاق الشرف الإعلامي الذي لا يتم استخدامه إلا في مواضيع مهمة ربما قد تكون أكثر قيمة وأهمية لدي المشاهد.
أصبحنا نعيش كل يوم كذبة جديدة يتم تدشينها في هذا الكيان الوهمي ولكن سريعا ما تنتقل الي حياتنا اليومية بسرعة الصاروخ، ما بين قصص اغتصاب وهميه لمحاولة الشهرة وكسب "الفولورز"، وآخرون يخترعون حكايات خيالية تظهر جانبهم الإنساني الراقي، ومع أي محاولة لعدم تصديق الأحداث التي التف حولها المتابعون في هذه الحالة يمكن أن تسير في عكس الاتجاه العام وتظهر بشكل أكثر عمقا وغموضا في التعليق على الموضوع، وهنا سوف تصنع اتجاها آخر ربما قد يصل بك إلى مبتغاك الأسمى "التريند".
كان ولا زال الإعلام كما يقول البعض إنه مرآة المجتمع، إلا أنه تحول إلى مجرد ناسخ لما يحدث على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي دون التحقيق في مدي صحة الأخبار والأحداث التي يتم نقلها، وقد تجد نوعا جديدا من العناوين الصحفية الضخمة من نوع: الممثل الشهير يحدث صورتة الشخصية على الفيسبوك، وغيرها من الإبداعات الجديدة على الصحافة المصرية.
لا يمكن أن نحدد طرف معين تسبب في هذا المستوى الذي وصلنا إليه، خصوصا أن الجميع يعتبر هذا العالم الافتراضي واقعا ملموسا لا بد من الظهور فيه على أعلى مستوى من المثالية الزائفة، ولذلك كان الطبيعي هو دخول كل المؤسسات في هذا المجتمع ومجاراة أحداثه وإعطائها عامل الأهمية كي تلقى القبول والتأثير المناسب في مجتمع ينتمي الكثير منه إلى حزب الكنبة.
الكثير من الأقنعة دائما ما تنادي بإقامة المدينة الفاضلة التي إن وجدت في يوم من الأيام لن يكونوا سوى من ساكني سجونها في أفضل الأحوال!