حكاية 3 لعيبة فى أندية أقاليم «الرياضة ما بتأكّلش عيش»
صورة أرشيفية
أسماء ومحمد وأمل، ثلاث مواهب من صعيد مصر، تحدوا إعاقتهم واحترفوا ألعاباً ككرة الطائرة والقدم، احتضنتهم أنديتهم الصغيرة لسنوات، حصلوا خلالها على جوائز على مستوى الجمهورية، حتى اتسع سقف أحلامهم ليتخطى حدود الوطن، متمنين المشاركة فى بطولات عالمية، لكن العائد المادى الذى يتقاضونه نظير لعبهم وقف عائقاً أمامهم، الـ50 جنيهاً التى تحصل عليها أسماء أحمد، لاعبة كرة الطائرة منذ 5 سنوات لم تكف مصروفات مواصلاتها، والـ300 جنيه التى يتقاضاها شقيقها محمد شهرياً من لعب الكرة لم تف بمصروفات زوجته وطفله الصغير، وكذلك أمل الحسينى، التى لم تشفع لها جائزة ثانى أفضل فريق على مستوى الجمهورية فى كرة الطائرة، لتكون الـ40 جنيهاً هى حصيلتها الشهرية.
أسماء «بائعة ملابس» ومحمد «قهوجى بعد التمرين»
لم يقف الثلاثة مكتوفى الأيدى، انطلقوا فى البحث عن وظائف لا تعوق تفوقهم الرياضى، ولا تعطل مسيرتهم، «أسماء» التى تخرجت فى كلية دار العلوم قبل 3 سنوات وقفت لبيع الملابس فى محل مقابل 750 جنيهاً، لكن إعاقة قدمها لم تتحمل المجهود الزائد، فبدأت تبحث عن مهنة أخرى، وشقيقها محمد لاعب كرة القدم رغم إعاقة يده اليسرى، لكنه اختار العمل «قهوجى» بعد مرانه الصباحى، يقدم المشاريب للزبائن نظير 30 جنيهاً يومياً «يوم الماتش ما بنزلش القهوة»، أما «أمل» فلم تجد أمامها سوى العمل بمكتبة مقابل 300 جنيه شهرياً.
بين التدريب، والمهنة البسيطة التى تضمن البقاء، التزم الثلاثة نجع الوحدة، تلك القرية النائية بالأقصر، فى انتظار عروض توفر لهم الحد الأدنى من الحياة والحفاظ على البطولات «رفضت عروض من نادى بالقاهرة عشان فلوسه قليل هتروح فى المواصلات والإقامة» تؤكد «أسماء» التى تستعد للانضمام للمنتخب «فرحت لما مدرب المنتخب كلمنى، وأقنعت أبويا بالسفر بالعافية وحلمى أحصل على بطولات زى زمايلى واشتغل فى وزارة الشباب والرياضة». تواظب «أسماء» على التمرين مرتين بدلاً من 3 «الأجرة غالية بتوصل لـ12 جنيه فبضطر أروح مرتين بس وأعوض بعدد الساعات الزيادة»، يعشق شقيقها كرة القدم ولا يتخيل حياته دونها مهما كان مقابلها المادى يأمل فى أن يتحسن وضعه وتوفر له الوزارة راتباً مناسباً يكفى احتياجات أسرته الصغيرة «مبقتش قادر أطلع من القرية لو فكرت أروح ألعب فى أى نادى بره مش هلاقى أكل».