«نجع الكوم».. مبنى محترق ودورات مياه مغلقة
أثر الحريق يبدو على مبنى المدرسة
هنا مدرسة «نجع الكوم للتعليم الأساسى»، مبنى قديم ظهرت جدرانه الخارجية متهالكة، وفى الخلف منه كان ذلك السواد الذى غطى جزءاً كبيراً منه دالاً على أن حريقاً شب هناك، وفى الأمام لم يكن واحد من نوافذ الفصول المطلة على الشارع سليماً، بينما كانت الشقوق هنا وهناك فى أماكن متفرقة من المبنى.
«المدرسة دى كده من زمان جداً، والفصول بتاعتها تشوفها كأنك داخل بيت رعب»، يقولها محمود أبوعمارة، طالب بالمدرسة، موضحاً أن كلاً من الطالب والأستاذ، على حد سواء، اعتاد على ذلك، وهو الأمر الذى لا مفر منه لعدم توافر بديل آخر لهم عن تلك المدرسة، وهو ما يجعلهم يتحملون ما هو أكثر من ذلك: «الحيطان.. الأسمنت بتاعها واقع من عليها، ده غير إن المراوح فى الفصول فين وفين لما بتشتغل».
ويبدى محمد سالم، أحد أهالى نجع الكوم، غضبه من الأوضاع فى المدرسة نظراً للتكدس الكبير داخل الفصول، على حد قوله، ما جعله يرى ضرورة إنشاء مدرسة تعليم أساسى أخرى بالقرية، نظراً لأن أقرب مدرسة تعليم أساسى تبعد عنهم نحو 7 كيلو، وهو ما يشكل صعوبة على الطالب وأهله، قائلاً: «شكل المبنى مخلينا خايفين على عيالنا اللى جوه، وعشان الجو بيبقى حر على العيال الأهالى جمعت فلوس وجابت مراوح للفصول لأنها مكانش فيها، ده غير إن أغلبية اللى موجود فى المدرسة بالجهود الذاتية».
طالب: «الحيطان واقعة والمراوح فين وفين لما بتشتغل».. والمدير: «مهما كانت العيوب لازم نفتح».. والأهالى يطالبون بمدرسة جديدة للتعليم الأساسى
ويقول أحمد عبدالغفور، معلم بالمدرسة، إن الحريق الذى التهم مبنى المدرسة القديم أثر فيه بصورة كبيرة، ما أدى إلى تآكل النوافذ والحوائط، مشيراً إلى أن المدرسة لا يوجد بها خط مياه للحريق، الأمر الذى زاد من صعوبة إخماد النيران عندما اندلعت: «خط الميّه اللى فى المدرسة إحنا عاملينه على حسابنا لأن الخط القديم كان حديد وتآكل كله، ولمينا على قد ما قدرنا من المدرسين وأولياء الأمور، بس فى الآخر اللى عملناه كان خط واحد، لأنه مكلف، فبالتالى خط الحريق مش شغال».
ولم يقتصر الأمر على هذا المبنى من المدرسة فحسب، وإنما امتد إلى المبنى الجديد بها، حيث أصبحت دورات المياه به لا تصلح للاستخدام، على حد قول «عبدالغفور»، فهى بحاجة إلى صيانة شاملة، فضلاً عن إغلاق دورات المياه الخاصة بالمعلمين لعدم وصول خط المياه إليها، قائلاً: «رغم كده هيئة الأبنية التعليمية على علم بكل الحاجات دى من بدرى، ومفيش أى حاجة حصلت، ولما بلغناهم إن الشبكة كلها متهالكة قبل ما نعمله، قالوا اعملوها على حسابكم».
حل آخر بحث عنه معلمو وأهل القرية يحاولون من خلاله تخفيف الحمل على مدرسة النجع الوحيدة، تحدث عنه فيصل عبدالقادر، المعلم بالمدرسة، قائلاً: «أهل البلد هنا اشتروا أرض 15 قيراط بالجهود الذاتية عشان نعمل مدرسة إعدادى لأننا عندنا أزمة فى المدارس الإعدادية اللى فى البلد هنا، وفرضنا على كل واحد 100 جنيه لحد ما جمعنا تمن الأرض، بس المشكلة اللى بتقابلنا دلوقتى هى أزمة التخصيص، وتواصلنا مع جهات كتير بس لحد دلوقتى موصلناش لحاجة معاهم».
من جانبه، يقول إبراهيم أحمد، مدير المدرسة، إن جميع المشكلات التى تعانى منها مدرسته أبلغ بها الإدارة من قبل: «لما الإدارة بتقولى مدرستك قابلة للعمل ولا لأ وإمكانياتك إيه، بقولهم إمكانياتى إن جلبيتى قديمة وغسلتها وهروح بيها العيد سواء كانت مترقعة أو متخيطة، والمدارس مهما كان فيها عيوب لازم نفتح ولازم نشتغل».