كانت ولا تزال ثورة يناير لها أثر كبير في تغيير ثقافة المجتمع المصري بشكل أو بآخر دون الدخول في إيجابية التغيير من عدمه، وماهي الحيثيات التي أدت إلى ذلك، لكننا الآن أمام أطياف متعددة من الثقافات والانتماءات الفكرية المختلفة التي ساعدت في ظهور أنواع جديدة من الفنون والاعتقادات السياسية، قد تصل إلى تصادم غير محمود العواقب، ويرجع ذلك إلى التضاد الكبير الذي نشأ بعد الثورة ما بين مؤيد ومعارض وآخر غير معني بالأحداث إلا في حالة تأثره بشكل شخصي، وهنا تظهر عقيدته وفكره، وهو ما يظهر جليا بعد كل مناسبة أو حدث كبير، يهل علينا أصحاب نظريات العمق الاستراتيجي من وراء شاشاتهم المحمولة في التعليق على الأحداث بكل ما هو عكس الاتجاه السائد، تخلق وجهات نظر تقوم على سياسة القطيع والتنوير الواجب لزامًا على أشخاصهم المقدسة تجاة السطحيين من عامة الشعب.
• كيف يمكن أن تكون عميقا؟
سؤال يبحث الجميع عن إجابته أملا في الحصول على لقب الأعمق، ولكن دعنا نحاول أن نجد إجابة ربما قد تساعد الكثيرين في الوصول إلى قمة العمق بمنتهى السهولة.
أولا: يجب أن تكون في ظروف وأحداث يشعر بها المجتمع المصري، ونحن الآن في أجواء مثالية حيث يحتفل الجميع بصعود مصر إلى كأس العالم، وهذة الفرصة لا تتكرر كثيرا، لذلك يجب عليك استغلالها بشتى الطرق والوسائل.
ثانيا: احصل على الميكروفون وتحدث عن أدوات السيطرة على الشعوب وأساليب الإلهاء، ولتكن كرة القدم هي خير مثال لسيطرة الحكام على القطيع.
ثالثا: تحدث عن أوضاع مصر الاقتصادية ومقدار الدين الداخلي والخارجي وعلاقة ذلك بأجوار اللاعبين.
أخيرا وليس آخرا اعطى الميكروفون لمستحقيه، أنت الآن في تعداد الأشخاص الأكثر عمقا، يمكنك الاستمتاع بهذه الخاصية من الآن إلى أقرب حدث ممكن.
الثقافة وكل من يدعيها هى شيء يختص به الشخص نفسه، ولكن لا يجب أن يؤثر ذلك على الطابع الوقتي الموجود في مناسبة معينة لها معطياتها الخاصة التي تتغير مع الوقت.. كل ما عليك هو أن تكون شخص يعطي الحزن والفرحة حقها، دون أن تنتقص من مشاعر الآخرين الذين يبحثون عن أنصاف الفرص للسعادة، حتى وإن كانت مجرد سعادة وقتية سوف تتحول إلى حزن مع أقرب قرار لرفع الأسعار!