سيناء تودع درويش الفار.. رائد الجيولوجيا وعاشق الصحراء
«درويش» أثناء تكريمه من «ناصر»
فى بلاد الغربة، مات «الدرويش» منسياً عن 92 عاماً، إنه عالم الجيولوجيا، الدكتور درويش الفار، مكتشف أكبر مناجم الفحم بالشرق الأوسط، فى وادى الصفة بجبل المغارة بسيناء عام 1964، ما منح الوطن ثروة ضخمة، ومنح سيناء نفسها أهمية اقتصادية أكبر، جعلها مطمعاً للمحتل الإسرائيلى. رحل الدرويش فى بلاد الغربة، تاركاً ميراثاً كبيراً فى العلوم والآداب، فالجيولوجى الماهر، عاشق الصحراء، المتصوف، كان واحداً من فرسان اللغة، بما قدمه من أعمال شعرية فى الفصحى، والشعر النبطى.
اكتشف منجم فحم المغارة.. وفاز بجائزة «فؤاد الأول» وكرمه «ناصر»
فى 1925، ولد درويش الفار بمدينة العريش، وتلقى تعليمه فى منطقة الحسنة، ما جعله يهيم عشقاً بصحراء وجبال سيناء، ليلازمه العشق سنوات طويلة حتى فى الغربة، فاستمر فى الكتابة عن الحجر والبشر فى سيناء. وحصل «الفار» فى 1938، على جائزة الملك فؤاد الأول للامتياز، ومقدارها «جنيه مصرى كامل». وكان اكتشاف منجم الفحم الأضخم فى الشرق الأوسط أهم خدمات «الفار» للوطن، فكرمه الرئيس جمال عبدالناصر فى العام نفسه، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية، وفى العام التالى قلده «ناصر» وسام الجمهورية، تقديراً لاكتشافه العظيم، الذى دفع السويدية، فيفى تاكهولم، لأن تطالب فى كتابها «مصر عن قرب»: «يجب على مصر أن تقيم تمثالاً لتكريم الجيولوجى درويش الفار».
دولة حسنى مبارك، تجاهلت إنجازات الدكتور درويش، وامتنعت عن دعوته لحضور احتفالية بإعادة تشغيل منجم المغارة فى 2003، لأول مرة منذ استعادة سيناء من الاحتلال. المئات من أهالى سيناء شيعوا جثمان العالم الجيولوجى درويش مصطفى الفار إلى مثواه الأخير بمقابر العريش أمس، بعد أداء صلاة الجنازة عليه، ظهر أمس بمسجد «النصر» بحضور شيوخ القبائل وكبار عائلات المدينة. وتم نقل جثمان العالم الراحل ليدفن بجوار والديه، بحسب وصيته فى مقابر «سوق الخميس».