«شكرى» فى جلسة «بناء المؤسسات بمناطق الصراع»: لا نتدخّل بشئون الدول.. ونسعى لحل الصراعات سلمياً
«شكرى» خلال مشاركته فى «المنتدى»
قال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن سياسة مصر الخارجية تقوم على بذل جهود لحل الصراعات بالطرق السلمية من خلال المؤسسات الدولية، وفى مقدمتها «الاتحاد الأفريقى» و«مجلس الأمن»، الذى أصبحت مصر عضواً فيه، كما يتم التشاور بشكل مستمر مع الأشقاء الأفارقة لوضع حلول سلمية للنزاعات التى تنشأ فى القارة، كما يتم إرسال مبعوثين خاصين لأطراف النزاعات، للوصول إلى حلول.
وزير الخارجية: مؤسسات الدولة قادرة على التماسك عقب الحروب والنزاعات.. ومصر ملتزمة بأن يكون الحل من داخل الدولة
وأضاف «شكرى»، خلال جلسة «إعادة بناء مؤسسات الدولة فى مناطق الصراع»، التى عُقدت فى منتدى شباب العالم أمس بشرم الشيخ، أنه منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، تم صياغة سياسة خارجية مبنية على أساس مد روابط السلام مع الدول، وهى مرتبطة بتراثنا فى السياسة الخارجية، ورغبة فى التعاون والتركيز فى تحقيق التنمية والبُعد عن أى سياسة للتدخّل فى شئون الدولة الأخرى. وأشار وزير الخارجية، إلى أن مصر لديها التزام متّفق عليه بين أعضاء الاتحاد الأفريقى، بأن تكون حلول النزاعات نابعة من داخل القارة، موضحاً أن الاتحاد ومصر من أكبر 7 أطراف مشاركة بقوات حفظ الأمن والسلم من خلال قوات الشرطة والقوات المسلحة، كما توجد وكالة مصرية للشراكة تعمل مع بعض الدول الأفريقية على مشروعات للتعاون الثنائى تسهم فى تنمية شعوب القارة، لافتاً إلى أن محور النقاش يتعرّض لوضع مستعصٍ فى المنطقة بسبب ما شهدته من نزاعات خلال الأعوام السبعة الماضية، فما تم بذله من مجهود لم يُحقق الإنجاز لوقف الصراعات، وأن 60% من تلك الصراعات عادت إلى المنطقة بعد مرحلة الاستقلال التى حدثت خلال القرن الماضى.
ولفت «شكرى»، إلى أن أكبر تحدٍّ تواجهه المنطقة العربية والقارة الأفريقية هو الإرهاب الذى يسعى إلى تدمير المؤسسات، والانقضاض على القوات المسلحة والشرطة، منوهاً بأنه توجد فى مصر مؤسسات قامت بحماية الدولة الوطنية، وأنه من الواجب أن نشيد بها وبتضحياتها لحماية الأمن القومى المصرى، مشيراً إلى أن المنظمات الإرهابية بمسمياتها المختلفة، سواء كانت «داعش أو النصرة أو تنظيم الإخوان»، مرتبطة مع بعضها البعض، والقضاء عليها يحتاج إلى مواجهة شاملة فهى منظمات تعمل على تفتيت مؤسسات الدول، وتبحث النفاذ إلى المجتمع والاستحواذ على عقول الشباب، ومن هنا كانت جهود مصر بالتحالف مع أشقائها العرب، وبذلت الجهود للقضاء عليه. وأكد وزير الخارجية أن الكثير من الدول تقف وراء الإرهاب بتقديم الدعم والتمويل المالى والسياسى وتستغله لأغراض سياسية، وهو أمر يتّضح فى دول مثل سوريا والعراق وليبيا، ولا بد أن نواجهه بصراحة حتى لا ندور فى دائرة مفرغة، وكذا فإن الدولة الوطنية هى الكيان الوحيد الذى أثبت قدرته على حل النزاعات، خصوصاً الجيش الوطنى الذى حافظ على مؤسسات الدولة، وحقق الاستقرار والأمان للمجتمع، فمن دون الاستقرار لن نتمكن من رعاية المواطن وتقديم الخدمات له، ولنا أمثلة فى ليبيا وسوريا والعراق التى سقطت جيوشها.
وأشار إلى أن مصر ستستمر فى جهودها الحكيمة، بعيداً عن الطموحات العسكرية، للحفاظ على حدود الدولة الوطنية، دون التدخّل فى شئون الدول أو الطمع فى مقدراتها، مؤكداً عدم وجود تعاون كافٍ من دول الاتحاد الأوروبى فى مكافحة الإرهاب، خصوصاً بعد اكتشاف أن الكثير من العناصر الإرهابية تم تدريبها واستقدامها للمنطقة من أوروبا، لافتاً إلى أن حرية التعبير ليست مطلقة، وهو أمر تُنفّذه دول أوروبية كثيرة، مثل فرنسا وإيطاليا.
وقال عمرو الجارحى، وزير المالية، إن إعادة بناء مؤسسات الدولة فى مناطق الصراع لن يتم بالتمويل المالى فقط، لكن لا بد من وجود حل سياسى بجانب عملية إعادة البناء، مشيراً إلى أنه لولا مؤسسات الدولة الوطنية، ممثلة فى القوات المسلحة والشرطة المصرية لما تمكنت مصر من الوقوف بعد ثورة 25 يناير، لافتاً إلى أن الدولة «عريقة» وليست عميقة كما أطلق وقتها. ووجّه وزير الشباب السودانى عبدالكريم موسى، التحية والتقدير والإعجاب إلى مصر والرئيس السيسى الذى جعل الأمر ممكناً أن يلتقى شباب من مختلف العالم لمناقشة محاور كثيرة خاصة بالتحديات التى تواجههم..
وقال محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إنه لا بد أن يتم ترتيب الأولويات عند النظر فى قضية إعادة بناء مؤسسات الدولة، التى تحتاج إلى إعداد كوادرها وتأهيلهم بالتوازى مع إعادة بنائها.