صاغ من الرخام الأبيض امرأة فاتنة شديدة الحسن، شكلها بدقات القلب ومن حرارة الأنفاس، وضع فيها كل عبقريته، فكانت رائعة كحلم مستحيل، عشقها، عشق حسنها، عشق فيها عبقريته وانتفض قلبه وفارت الدماء ساخنة فى عروقه، وتأججت المشاعر حتى صار حبه لها وافتتانه بها بركان ثائر وسيل جارف.
سرت فيها حرارة عواطفه حتى دب فيها ماء الحياة وجرت فى الرخام الأملس البارد الدماء.. وتحركت الفاتنة..
حركها صدق المشاعر وعنفها
ولكن أحدا لم يفكر فيها.. المرأة.. لمن كانت مشاعرها؟
أما أنا فأعرف لأنها أنا.. أو بالأحرى لأنى هى!
أعرف تماما كيف البرودة فى التمثال الرخام لا حس ولا نبض، أعرف حلاوة الروح.
أعرف طعم مجرى الدماء حارة فى العروق، أعرف الشوق، أعرف اللهفة
ولكن..
الجميع افترضها أسيرته.. ملكه.. أمر مسلم به..
حتى هو لم يرى فيها إلا نفسه..
فاختارت بكل إرادتها أن تعود تمثال رخامى بارد.
حتى وإن جرت الدماء الحارة فى العروق نارا تكويها تعذبها، نارا لا يراها
الناظر إلى الرخام، والأشد قسوة نارا لا يعرف بها صانع التمثال.