بقالي فترة طويلة عايزة اكتب عن الصفة اللي بقت مسيطرة على جزء كبير جدا من نفسيتنا، وخصوصا بعد ما أصبحت السوشيال ميديا بتمثل جزء كبير من حياتنا اليومية بل تقريبا أصبحت هي كل حياتنا.
طبعاً هي تعتبر صفة وفي نفس الوقت اقتناع بمعتقدات معينة، والصفة دي هي "المنظرة مع الخوف من الحسد".
بصراحة من وأنا بقلب على صفحات السوشيال ميديا كلها، بقيت بركز قوي على الموضوع ده وأصبح مش بس مسيطر على صفحات الناس العادية، لأ كمان بقى مسيطر على المشاهير وفي إنهم بقوا يخبوا الخبر سواء كان "جواز، حمل"، أو حتى عن فيلم يكونوا بيعملوه، لحد لما الموضوع ينتشر وفي الأول يقولوا "إشاعة" وهي حقيقة وواضحة بس لسه مجاش وقت إعلانها.
ناس كتير بتنزل صور وهي مقتنعة تماماً إن اللايكات والكومنتات اللي بتتعمل دي بتبقى حب من الناس وإن مفيش حد ممكن يحسد أو يتمنى زوال النعمة، ولما تيجي تنصح بيكون ردهم إن كل حاجة ممكن تحصل للبني آدم نصيب وإن إحنا مقتنعين جداً بالآية اللي بتقول "وأما بنعمة ربك فحدث".
طيب تمام جداً كده، طالما إنتوا مقتنعين بالآية دي ليه مع أول مشكلة تحصل ليكوا أو تصيب الشخص اللي كان في الصورة تنزلوا بوست سريع "قل أعوذ برب الفلق، شوفتوا اللي حصل لي بعد الصورة؟! أو شوفوا ابني عيان ووقع وهو ماشي! وطبعاً كل الناس اللي على البروفايل ترد تقول لها "أكيد حسد". طيب السؤال هنا، ليه دلوقتي اعتبرتوه حسد؟! هو إنتوا مش كنتوا بتقولوا إن كل حاجة نصيب؟! وأما إنتوا خايفين من الحسد ليه تنشروا حياتكم وبعدين تتهموا عيون الناس ولا هي منظرة؟
إحنا كلنا عارفين الآيتين وأكيد ربنا سبحانه وتعالى قاصد المعاني؛ "أما بنعمة ربك فحدث" يقصد بيها إن لما تكون عملت مشروع، خلصت ماچيستير، تجربة علاج مريض ونجحت، تقوم إنت شارح للي يسألك إنت عملت كدة إزاي وإيه الخطوات اللي مشيت عليها لحد لما ربنا وفقك، لكن لم يقصد بيها خالص تفاصيل حياتك اليومية اللي مش هتفيد حد. وطبعاً الآية الأخرى "ومن شر حاسد إذا حسد" معناها إن في حسد فعلاً وبندعي ربنا يحمينا منه في حياتنا، بس وهي متغطية مش مكشوفة لكل الناس ونرجع نلوم اللي بيتفرج.
طبعا مقالي ده لا يحكم على أحد من قريب أو بعيد، بس فعلا أنا بشرح حالة من التناقض يمكن لما يتفهم الفرق كل حد يختار من غير ما يرمي اللوم على الغير.
من الآخر اللي عايز ينشر حياته وتيجي حاجة تحصل له ما يلومش غير نفسه.
ريهام عادل رشدي