خبراء: «سلام الحكومات» لم يحقق هدف «التطبيع الشعبى» وأصبح «حبراً على ورق»
فهمي وإبراهيم
أكد عدد من الخبراء أن أغلب الاتفاقيات التى كانت تربط بين البلدين، وتهدف لتحقيق التطبيع بين مصر وإسرائيل، تم تجميدها منذ سنوات مضت، وأصبحت بمثابة «حبر على ورق»، لكن هذا لن يؤثر فى معاهدة السلام على الإطلاق، فالسلام ما زال موجوداً بين الدولتين، ولم تحدث أى حروب بينهما منذ توقيعها حتى الآن.
يقول الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والجامعة الأمريكية، ورئيس الوحدة الإسرائيلية بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن زيارة الرئيس السادات للكنيست الإسرائيلى كانت فى غاية الأهمية لمصر، حيث أدت معاهدة السلام التى وقعها السادات بين مصر وإسرائيل إلى استقرار السلام بين الدولتين حتى الآن، بعد أن دفعت المعاهدة إسرائيل للخروج من سيناء، ورغم ذلك فإنه حتى الآن لم يتبقّ بين الدولتين من علاقات باستثناء العلاقات السياسية والدبلوماسية سوى اتفاقية «الكويز» الاقتصادية، التى كان لها عائد اقتصادى إيجابى على مصر، حيث ساعدت على دخول المنتج المصرى المستخدم فى صناعته بعض المواد الخام الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فى حين تم تجميد جميع الاتفاقيات فى مجالات التجارة، والصناعة، والسياحة، والزراعة منذ أيام يوسف والى، حتى الآن، واختتم «فهمى» حديثه بقوله: «الوضع الآن مستقر بين البلدين، وهناك مصالح مشتركة بينهم، ولكننا نرى أن إسرائيل كيان هش، ولكننا مضطرون للتعامل معه».
فيما أكد المخرج السينمائى على عبدالخالق أنه لا يوجد أى علاقات مشتركة بين مصر وإسرائيل فى مجال الفن والسينما، ولا توجد أعمال سينمائية بين المصريين والإسرائيليين، فهناك مقاطعة للتعاون مع إسرائيل فى مجال الفن، وصاحب هذه المقاطعة الكاتب الراحل سعد الدين وهبة الرئيس الأسبق لمهرجان القاهرة، ومنع أيضاً عرض الأعمال الإسرائيلية فى المهرجان، وهذا القرار سارٍ حتى الآن. وأضاف: «السينما المصرية موجودة بقوة فى إسرائيل، بطريق السرقة، وتعرض على القنوات الإسرائيلية»، وتابع: «الجمهور الإسرائيلى يعرف جيداً الفنانين والمطربين المصريين، ويتابع أعمالهم الفنية باستمرار، خاصة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ، الذى استخدموا بعضاً من ألحانه فى أغانيهم الإسرائيلية». يبرر «عبدالخالق» سبب مقاطعة إسرائيل فنياً بقوله: «الدولة المصرية معترفة بإسرائيل، وأكبر دليل على ذلك تبادل السفراء بين الدولتين، ولكن علاقات الحكومات شىء وعلاقات الشعوب شىء آخر، الشعب المصرى ليس ضد الشعب الإسرائيلى، ولكنه ضد السياسات التى تتبعها الحكومات الإسرائيلية العدوانية».
«فهمى»: «الكويز» كان لها عائد اقتصادى إيجابى على مصر.. و«عبدالخالق»: لا يوجد تطبيع فنى مع إسرائيل.. و«هشام»: جنوب سيناء والغردقة أكثر أماكن وجودهم
ويقول الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار فى جامعة القاهرة، إن حجم العلاقات الاقتصادية بين مصر وإسرائيل ليس قوياً، وإن العلاقات التى تتم فى مجال الاقتصاد بين الدولتين، تتم على مستوى عدد من رجال الأعمال، وليس على مستوى الدولة، مؤكداً أن رجال الأعمال مضطرون للتعامل مع إسرائيل كى تزيد نسبة التصدير للخارج، وأن أبرز الاتفاقيات التى تربط بين البلدين هى اتفاقية «الكويز»، التى وُقعت بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، والتى تقتضى أن يدخل جزء من المكون الإسرائيلى المنتجات المصرية بنسبة 11.7%، لكى تستطيع مصر تصدير منتجاتها إلى الأسواق الأمريكية بدون جمارك أو حصص محددة.
وعن العلاقات بين الدولتين فى مجال السياحة، يقول «هشام» إنه يوجد علاقات فى هذا المجال، حيث يستطيع الإسرائيليون زيارة مصر للسياحة، ومن أكثر الأماكن التى تشهد وجوداً إسرائيلياً هى جنوب سيناء والغردقة، بينما لا توجد استثمارات إسرائيلية فى مصر، ولا مصرية فى إسرائيل، فهذه العلاقة انتهت منذ خروج إسرائيل من سيناء، والمشروع الاستثمارى الوحيد بيننا هو فندق طابا.