حادث تفجير مسجد العريش عملا مخابراتيا خارجيا بامتياز، تلاقت فيه رغبة دول خارجية هدفها توطين الدولة المصرية في بؤر التوتر الدائم، مع رغبة جماعات إسلامية إرهابية مأجورة يتم توظيفها في أي مكان باعتبارها "شركات قتل دولية" لكل من يدفع أكثر، وتنفيذ الحرب بالوكالة ..
مصر الدولة حققت المعجزة بتحقيقها عنصر الأمن والأمان الكبير نسبيا، وسط بيئة هي الأكثر توترا في العالم، لا سيما وأنها تجرعت من الفوضي طوال سبع سنوات هي عمر ثورتي يناير ويونيه التي لو مرت أحداها ببلد لدمرت تماما، كما حدث مع ليبيا وسوريا واليمن، فما بالنا بثورتين أحدثتا اضطرابا سياسيا غير مسبوق في بلد يسكنه مائة مليون أو يزيد .. بلد يعاني من سوء إدارة لا تخطئه عين منذ عشرات السنين كان سببا مباشرا في تردي الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصاديه تؤهله بالعيش في حالة فوضي بجدارة ..
الدولة المصرية في الثلاث سنوات الأخيرة بالكاد تحاول الوقوف علي قدميها لتستعيد عافيتها وعافية قواها التي قاربت على الخور وقوى أبناءها لتعيش أولا، ثم تعود لدورها القائد في المنطقة لحماية الأمن القومي الإقليمي والعربي، وهو الأمر الذي حدث بسرعة فائقة. قطعت الدولة شوطا كبيرا نحو نجاة البلاد من الفوضي باستبعاد قوى الإسلام السياسي ومحاربتها عن جد وبجدية غير مسبوقة ، فضلا عن السير قدما في استئصال هذه المخلوقات الشريرة بالجملة، كما قطعت شوطا أكبر في استعادة ريادتها الدولية عبر النجاح في عدة ملفات مؤثرة ساعدت وتساعد في حفظ الأمن القومي العربي بإبرام اتفاق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية بعد عشر سنوات من القطيعة لتبدأ في حلحلة الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية التي تؤرق الضمير العربي والإسلامي، كما أبرمت اتفاق المصالحة السورية كخطوة أولي في نهاية الأزمة السورية التي تؤرق الضمير الإنساني والعربي ، ثم أبرمت اتفاق مصالحة تاريخي في جنوب السودان.
كل ذلك مع نجاح أجهزة الأمن الداخلية في القضاء علي إرهاب أسود يستهدف الأخضر واليابس منذ ثورة ٣٠ يونيه بشكل متفرد، عمليات إرهابية كقطع الليل المظلم تصدت لها أجهزة أمن تعرضت لأكبر حملة اغتيال معنوي في تاريخها بعد ثورة يناير وثبت براءتها من اتهام جائر طال أبناءها بعدما تصدوا ببسالة لجميع العمليات الإرهابية والتي كان آخرها حادث الواحات الأثيم، أجهزة أمن لا تعرف للنوم سبيلا، فيما تغط مؤسسات أخري في الدولة في سبات عميق.
حادث العريش الفريد من نوعه منذ بدء الحرب علي مصر منذ ثلاث سنوات هو رد مباشر على إعلان النائب العام المصري قبل يومين القبض على أكبر خلية تخابر مع تركيا التي تناصب الدولة المصرية الجديده العداء كونها- تركيا- الراعي الرسمي دوليا لجماعات الإسلام السياسي مع دولة قطر في الكرة الأرضية.
الحادث سلسلة في تنفيذه من سلاسل تفجير المساجد في العراق وسوريا والاعتداء علي المدنيين وهي حوادث استخباراتية لا تعرفها الطبيعة المصرية، تمت بإيدي المجموعات الإرهابية الإسلامية السيناوية لتنتقل بذلك من دائرة "تكفير وقتل" الجيش والشرطة الي "تكفير وقتل" الشعب .. تركيا وقطر عبر تأجير "شركات الجماعات الإسلامية للقتل والتدمير" وراء الحادث بالوكالة ولا شيء آخر . . وعلي الباغي تدور الدوائر!