قبل 89 عاماً وتحديداً ذات يوم فى عام 1928 لم يجد إله الشر «الشيطان» سوى «التنحى» عن أداء مهمته «الملعونة» فى خداع المواطنين ونشر الحقد والكراهية والإجرام، بعد أن حلت «جماعة الإخوان الإرهابية» محله وتولت هذه المهمة «الملعونة» بدلاً منه..!
وحتى يوم الجمعة الماضى لم تكن قرية «الروضة» على خريطة اهتمام مواطنى تلك المساحة على خطوط الطول والعرض للكرة الأرضية، التى يحلو لمواطنيها الوقوف حينما يُعزف سلامها الوطنى ويهتف أطفال مدارسها «تحيا جمهورية مصر العربية» عندما ترفرف رايتها عالياً وقت طابور الصباح، إلا أن هذه القرية أصبحت أشهر من ميدانى «التحرير ورمسيس»، بل واكتسبت منذ ذلك اليوم تعاطفاً دولياً بدأ بوقوف أعضاء مجلس الأمن الدولى دقيقة حداداً مساء يوم الاثنين الماضى، تلاها وقوف أعضاء الاتحاد الأوروبى فى مستهل اجتماعهم يوم الأربعاء الماضى حداداً على أرواح «311 شهيداً بينهم 27 طفلاً» بعد أن توحد 15 إرهابياً من الجماعة مع بقية فصائل المجرمين الإرهابيين ليحصدوا برصاصاتهم الغادرة «ساجدين مسالمين» يؤدون الصلاة فى مسجد القرية..!
وقوف العالم حداداً على أرواح الأبرياء وتعاطفه مع أهاليهم جاء متأخراً جداً بعد أن أدرك أخيراً أن أى مكان على خريطته فى غير مأمن من غدر هؤلاء الإرهابيين، ولذلك فربما تفيق بعض العواصم الأوروبية وعاصمة تدعى أنها عربية «للأسف الشديد» من غفوتها قريباً وتعلن تصنيف «الإخوان» -التى تعد «الجماعة الأم لهؤلاء المجرمين»- جماعة إرهابية بدلاً من احتضان أعضائها لديها، إذ من المؤكد أنها ستتعرض لـ«لدغاتها السامة» يوماً ما..!
لا أعلم أى دين يؤمن به هؤلاء القتلة السفاحون إذا كانوا يفهمون معنى «الإيمان».. ولا أدرى أى «ملة» تجمعهم تلك التى تدفعهم دوماً إلى تجرع «دماء أبرياء» يلبون أذان مسجد أو دقات جرس كنيسة واختاروا ثوابت وطن افترش قلوبنا جميعاً وأبدلنا ترابه بدماء شراييننا بينما اختاروا هم «لغة القتل والبلطجة وأعمال العنف» منهجاً لهم وأهدروا كل القيم الوطنية فى سبيل تحقيق مصلحتهم الذاتية..!
كل ما يعرفه «هؤلاء السفاحون» من «دينهم» -الذى لا يعرف العالم عنه شيئاً- لا يتجاوز «ركعتين» قبل خروجهم للقتل أو زرع قنبلة بجوار مدرسة أطفال لتحصد أرواح أبرياء «تكبير».. أو سفك دماء طفل أو امرأة أو عجوز أو حتى رضيع فلا شىء يهمهم أملاً فى أن يبحروا فوق كل ذلك إلى صدارة المشهد مرة أخرى، إلا أن ذلك يعد الشقيق الرابع لـ«الغول والعنقاء والخل الوفى»، فقد أفاق من اختاروهم يوماً ما وغادرتهم «الرومانسية الحالمة» لحظة أن اكتشفوا أى خدعة أوقعوا فيها أنفسهم باختيارهم «الجماعة» بعد أن حاصرتهم بـ«الخداع» بأنها تحمل الخير لمصر، فيما استغلت حاجة قطاع عريض من الجماهير إلى معرفة صحيح الدين لتوهمهم فى النهاية بأنها أيضاً تحمل توكيلاً إلهياً للحفاظ على الإسلام وشريعته السمحة، «التى لا يعرفون عنها شيئاً».!
رصاصات غادرة حصدت أرواح 311 بريئاً بينهم 27 طفلاً لم تتح لأى منهم فرصة الاستمتاع بحلوى المولد النبوى الشريف أو بدلة «عيد مقبل» فى يوم من الأيام، مثلما لم يتح لإخوانهم قبلهم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.. أطفال تيتموا.. أمهات ثُكلت.. زوجات ترملت.. آباء فقدوا حياتهم.. عائلات بكاملها افتقدت عائلها ومن يرعى مصالحها.
وفى مساء «الجمعة السوداء» اصطحبت «أم» أحد أطفالها الباقين لتتعرف على «جثمان زوجها» قبل أن تبصم بـ«إبهامها» الأيمن على أوراق كثيرة لتبدأ بعدها جولة مثيرة مرهقة لإكمال حياتها والوفاء بـ«التزاماتها» كأم تجاه أطفال من الصعب أن تُمحى من ذاكرتهم مشاهد الدماء أو تنفض آذانهم كل ما سمعوه من أهاليهم عما جرى فى تلك الليلة السوداء التى عاشوها «ليلة السبت الماضى»..!
واقع المشهد يؤكد أن جماعة الإرهاب لن تكف عن إسالة الدماء كوسيلة لاسترداد موقعها الذى قد اغتصبته بالزيف والكذب وخداع الآخرين. ولن يكتفى هؤلاء الإرهابيون بما ارتكبوه من جرائم فى حق الوطن الذى لا يعرفونه إذ إن كل ما يهمهم هو أن تتضاعف أعداد الضحايا من «المختطفين ذهنياً» الذين يدفعهم «تجار الدم» إلى مواجهة الأبرياء بعد أن أيقن هؤلاء السفاحون أن مواجهة رجال القوات المسلحة والداخلية أمر بات مستحيلاً، خاصة بعد أن أمهل القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس السيسى، رئيس أركان قواته الفريق محمد فريد حجازى، 3 أشهر لاستعادة الأمن والاستقرار فى سيناء بالتعاون مع قوات الشرطة وباستخدام كل «القوة الغاشمة».
ولم يكن استخدام الرئيس لتعبير «القوى الغاشمة» مصادفة بل كان مقصوداً بكل إصرار، باعتبار أن أمن الوطن والمواطن لا تفريط فيه، وأن هؤلاء المجرمين ومن يقفون خلفهم سيواجهون مصيراً محتوماً باعتبار أنهم يواجهون مصر التى غيرت موازين القوى العالمية بعد أن دعمت حركات التحرر فى أفريقيا وأمريكا اللاتينية منذ الخمسينات، وحملت لواء المقاومة ودفعت ثمن استقلالها الوطنى وأنها بالفعل قادرة على استئصال الإرهاب نهائياً ثأراً وقصاصاً عادلاً لأرواح الشهداء مثلما فعلها «نسور الجو المصريون» قبل مرور 24 ساعة على ذبح 21 مواطناً مصرياً على أراضى ليبيا قبل عدة أشهر..!
وإذا كان «الوضوء» بدماء الأبرياء وأداء «ركعتين» قبل القتل والتسبيح - بـ«مسابح» صُنعت حباتها من «جماجم الأبرياء»- لـ«إله الشر» الذى ينفردون وحدهم بعبادته، هى كل ما يعرفه هؤلاء القتلة من فرائض «دينهم»، فإننا فى انتظار الثأر لدماء الشهداء الأبرياء وأن يُزف قادتهم قريباً بـ«بدلتهم الحمراء» إلى مصيرهم المحتوم، لتبقى مصر دائماً مقبرة الغزاة وأدعياء الإسلام وتدوم أرضاً للسلام.. ولك يا مصر دوماً السلامة!!.