طلبة الأزهر يستغيثون من «طريق الموت».. نزيف الأسفلت يواصل حصد الأرواح: «الجامعة لازم تنقذنا»
سامح وعمار
استيقظ مبكراً تحسباً لزحام الطرقات، كى يصل قبل محاضراته، كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة صباحاً، خرج محمد زكى، 19 سنة، طالب فى الفرقة الأولى بإعلام الأزهر، من منزله بمنطقة دار السلام، ليصل إلى الجامعة فى الحى السادس بمدينة نصر قبل موعده، يحاول عبور طريق «النصر» فصدمته سيارة مسرعة أمام بوابة جامعة الأزهر، فسقط على الأرض حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، وتم نقله إلى مستشفى الزهراء الجامعى، للانتهاء من إجراءات دفنه.
«محمد كان حريص ما يفوتش ولا محاضرة، وكان دؤوب وحريص على العمل فى إحدى الصحف الخاصة كمتدرب أملاً فى الالتحاق بالمهنة التى يحبها»، هكذا قال المهندس حسام إبراهيم، ابن خالة الطالب القتيل، فيما قال عمار كباد، زميل محمد بالكلية: إن «محمد» واحد من بين مئات الطلاب الذين يضطرون لعبور طريق النصر يومياً ذهاباً وإياباً من أجل الوصول إلى باب الجامعة، مضيفاً: «طريق النصر طريق سريع والسيارات تمر عليه بسرعة جنونية، وما يزيد الأمر سوءاً افتتاح كوبرى الفنجرى الجديد الذى سيخلّف وراءه المزيد من الحوادث».
وتابع «كباد»: «الحل إن الجامعة تمنع دخول الطلبة من البوابة الرئيسية، وتكون للسيارات فقط، وتفتح البوابات المقفولة مثل تربية ولغات، وفى نفس الوقت تمنع الميكروباصات من الوقوف عند البوابة الرئيسية، وتقف عند كوبرى المشاة اللى هو قريب من لغات وتربية».
«إبراهيم: ابن خالتى مات وهو بيعدّى الطريق.. و«كباد»: السيارات تسير بسرعة جنونية
«طلاب جامعة الأزهر مش طلاب درجة تانية»، جملة قالها بغضب سامح المغربى، 19 سنة، طالب بالجامعة، بسبب عدم وفاء إدارة الجامعة بوعودها، متسائلاً: «فين إدارة الجامعة ووعودها بإنشاء مطب صناعى على الأقل بدلاً من كوبرى المشاة حفاظاً على أرواح الطلاب؟! عايزين كام واحد يموت علشان تتحرك الجامعة».
من جانبه، قال الدكتور أحمد الحكيم، أستاذ الطرق والكبارى بكلية الهندسة جامعة الأزهر، إنه لا يصح عمل كوبرى مشاة أمام البوابة الرئيسية للجامعة، مشيراً إلى أن طريق النصر طريق سريع، ولا يمكن عمل كوبرى مشاة بسبب وجود كوبرى مشاة باتجاه امتداد كوبرى الفنجرى على مسافة قريبة، وهذا الأمر يعتبر مخالفاً.
وأضاف «الحكيم» أن هناك العديد من الاقتراحات لحل المشكلة، أهمها إنشاء إشارة مرور أو فتح البوابات المغلقة، وتزويد الكوبرى الموجود بالسلالم الكهربائية مثل مترو الأنفاق، لتشجيع الطلاب على استخدامه، وقصر البوابة الرئيسية على السيارات فقط، مشيراً إلى أنه يجب نقل محطة الأوتوبيس الرئيسية من أمام باب الجامعة الرئيسى إلى كوبرى المشاة، مع تحرير المخالفات الصارمة من قِبل عناصر الأمن الموجودين.
وأكد الدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمى باسم جامعة الأزهر، أنه تم فتح بوابة كلية التربية لقربها من الكوبرى، موضحاً أن الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس الجامعة، شدد على سرعة الانتهاء من صيانة البوابات المغلقة وفتحها على وجه السرعة، حفاظاً على أرواح الطلاب، وقصر البوابة الرئيسية على السيارات فقط.
وأضاف «زارع» أنه لن يتم إنشاء كوبرى مشاة بشارع الامتداد بنادى مدينة نصر، لقلة الخطورة به، ومن المستحيل عمل كوبرى مشاة أمام باب الجامعة الرئيسى، معللاً ذلك بأن القانون لا يسمح بعمل كوبرى على مسافة أقل من 2 كيلو، كما أنه سيكون كاشفاً لقاعة المؤتمرات والمنصة والجامعة ويعرضها للخطر.
وأشار المتحدث الرسمى إلى أن اقتراح عمل إشارة مرور أمام الباب الرئيسى للجامعة مرفوض، لأنه طريق سريع، ولا يمكن عمل مثل هذه الإشارات، مؤكداً أنه يتم العمل على إنشاء مطب صناعى لمنع تكرار الحوادث يومياً، مع مخاطبة «المرور» منذ نوفمبر الماضى لبحث الحلول والبدائل لمنع الحوادث أمام الباب الرئيسى للجامعة.