منحة البطراوى: أنا ممثلة هاوية.. وحفيدتى سر سعادتى بجائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبى السينمائى
مشهد من فيلم «زهرة الصبار»
اقتنصت الفنانة منحة البطراوى جائزة أفضل ممثلة فى الدورة 14 من مهرجان دبى السينمائى، الذى اختتم فعالياته منذ أيام، من خلال فيلم «زهرة الصبار» للمخرجة هالة القوصى، وهو العمل الوحيد الذى مثّل المشاركة المصرية فى المسابقة الرسمية للمهرجان، لتُعتبر الجائزة بمثابة تكريم لمشوارها الفنى الذى بدأ فى 1988 بفيلم «سرقات صيفية» مع المخرج يسرى نصرالله، حيث شاركت على مدار 30 عاماً فيما يقرب من 13 عملاً سينمائياً.
تدور أحداث الفيلم حول «عايدة»، ممثلة صاعدة ومنحدرة من خلفية قروية، التى تجد نفسها بين ليلة وضحاها مطرودة من منزلها وتتجول فى شوارع القاهرة بصحبة جارتها البرجوازية المنطوية سميحة، ليس لدى المرأتين أى مال أو مكان تلجآن إليه، وبمساعدة شاب اسمه ياسين تبدأ المرأتان رحلة البحث عن مأوى، وما بين أحداث عادية وأخرى كارثية يتحرك الثلاثة فى رحلة لاستكشاف الذات، فيما تنمو بينهم صداقة استثنائية.
أكدت الفنانة منحة البطراوى سعادتها بالجائزة لمجموعة من الأسباب، منها أن حفيدتها الصغيرة سوف تفخر بها عندما تكبر، موضحة: «حفيدتى الصغيرة صفية طوال الوقت فى حالة تمثيل، وعلاقتى بها جيدة جداً، ونمثل معاً دائماً، وأنا سعيدة بأنها عندما تكبر سوف تجد جدتها حاصلة على جائزة أحسن ممثلة من مهرجان دبى السينمائى، وهو أكثر شىء جعلنى سعيدة، على الجانب الآخر أنا سعيدة لأن أعضاء لجنة التحكيم وجدوا أننى أستحق أفضل ممثلة وهم لا يعرفوننى، خاصة مع المنافسة بين عدد كبير من الأفلام، وبالتالى منحونى تلك الجائزة لأنهم وجدوا أننى أستحقها، وتقديرهم لى هو الأهم، ولكنها لن تفرق بالنسبة لخطواتى المقبلة، فأنا مازلت أتعامل مع الفن باعتباره هواية وليس مهنة، وتعمل المخرجة هالة القوصى على فيلم جديد وأعتقد أننا سوف نتعاون معاً للمرة الثانية من خلاله».
تعاونت مع يوسف شاهين فى أدوار صغيرة ولكن مهمة.. وصداقتى بيسرى نصرالله سبب دخولى عالم السينما
وعن قصة الفيلم، روت «منحة» لـ«الوطن»: «تدور أحداث الفيلم حول 3 أشخاص من 3 أجيال مختلفة، أقدم شخصية سميحة التى تبلغ من العمر 70 عاماً، وفتاة تبلغ من العمر 30 عاماً تحاول أن تكون ممثلة مشهورة، وشاب يبلغ 20 عاماً، وتبدأ بيننا علاقة بسبب الجيرة التى تجمعنا، ونبدأ فى مواجهة الحياة معاً، وصداقتنا تساعدنا على تجاوز المصاعب التى تواجهنا، فهو فى المجمل فيلم إنسانى».
تعاملت مع عدد كبير من المخرجين، منهم يوسف شاهين، ويسرى نصرالله ومحمد خان، ولكنها حرصت على المشاركة فى التجربة الروائية الأولى للمخرجة هالة القوصى، قائلة: «تحمست جداً للمشاركة فى الفيلم بعد قراءة السيناريو، وكنت أعلم أنها تجربتها الأولى، لذلك قررت أن تنظم بروفات على مدار فترة استمرت لما يقرب من شهر، وعادة فى السينما البروفات تكون قبل التصوير فقط، وبالتالى البروفات التى قمنا بها كانت قريبة من بروفات المسرح ولكنها مفيدة، حيث قرّبت الممثلين من بعضهم ومن المخرجة، وهو ما انعكس على الشاشة، وهالة فى الأساس مصورة فوتوغرافية مقبلة من عالم الفن البصرى ولديها عين جيدة فيما يخص الصور والكادرات وتكوينها، وتجربتها غنية وثرية من خلال خبرتها البصرية، وكل ذلك ساعدها على توجيه الممثلين، حتى عند كتابتها للشخصيات اعتمدت على الواقع، سواء من تجاربها أو تجارب المحيطين بها، وذلك بالإضافة إلى وجود مجموعة عمل كانت فى غاية اللطف، وهو ما أثّر فى النتيجة النهائية فكانت تجربة سلسة خالية من التوتر».
قدمت الفنانة منحة البطراوى 13 عملاً على مدار 30 عاماً كان آخرها قبل «زهرة الصبار»، فيلم «ديكور» للمخرج أحمد عبدالله عام 2014. وعن غيابها لفترات طويلة، أوضحت: «أنا لا أمتهن التمثيل، ولا أعتبر نفسى ممثلة محترفة، أنا هاوية للتمثيل، وهذا يفرق فى نوعية الأعمال التى أشارك فيها، حيث إن صناعة السينما تجارية فى المقام الأول، وبالتالى تعتمد على النجوم، بينما أنا بعيدة عن فكرة النجومية، وأنا فى الأصل صحفية وهى مهنتى الأساسية، والسينما بالنسبة لى هواية تسبب لى السعادة، وهو ما ينعكس على نوعية الأعمال التى أشارك بها أو التى يطلبنى المخرجون للوجود فيها». وأضافت «منحة» لـ«الوطن»: «تجربتى الأولى مع المخرج يسرى نصرالله فى (سرقات صيفية) كانت مصادفة، حيث علاقتى معه بدأت قبل عمله فى الإخراج، ووقتها كان يعمل صحفياً ويعيش فى لبنان، وتعرفت عليه عن طريق الكاتب الكبير لويس عوض، وبعدها بسنوات بدأ العمل على الفيلم، ولكنه كان فى حاجة إلى نجوم لبطولة الفيلم، وإنتاج الفيلم كان من خلال شركة يوسف شاهين، ولكن مع تعذُّر الإمكانيات المادية، استعان نصرالله بأصدقائه للمشاركة فى العمل، وأنا كنت واحدة منهم، الفيلم كان جيداً، حيث كانت تجربة لطيفة، حيث كنا كلنا أصدقاء، ولم يكن لدىّ خوف أو رهبة من التجربة السينمائية الأولى، خصوصاً أننى خلال دراستى الجامعية التحقت بالفرقة المسرحية التابعة لها، بالإضافة إلى التحاقى بفرقة أخرى تابعة للمركز الثقافى الفرنسى، تقدم عروضاً مسرحية باللغة الفرنسية، وكنا نسافر إلى فرنسا لحضور ورش إعداد ممثل، وترجمت عدداً من النصوص للمسرح مع فرقة (الورشة) للفنان حسن الجريتلى».
تعاونت منحة البطراوى مع المخرج يسرى نصرالله فى 5 أعمال من إجمالى أعمالها السينمائية، قائلة: «تجمعنى علاقة صداقة قوية بالمخرج يسرى نصرالله، وأنا أحبه على المستوى الإنسانى، فهو شخص لطيف ومثقف، وأفضّل الأشخاص الذين يهتمون بالقراءة ولديهم وجهة نظر مختلفة للحياة وهو من هذا النوع، فضلاً عن اهتمامه بالأدب والمسرح، وعلى المستوى المهنى هو مخرج مميز يهتم بالممثل و(يدلعه)، وهو شىء مهم جداً على الجانب الإنسانى، بالإضافة إلى أنه وشقيقته ناهد يوفران للممثل مناخاً مناسباً للعمل والإبداع، كما شاركت فى فيلمَى (المهاجر) و(إسكندرية كمان وكمان)، وبرغم أنها أدوار صغيرة فإننى أعتبرها مهمة لأنها كانت مع المخرج يوسف شاهين».