"صعيدي جيكس".. منصة أهل الجنوب بـ6 سنوات تعليم وتمكين و"فري لانسر"
شعار مؤسسة "صعيدي جيكس"
يستقلون قطار الصعيد، يستعدون لمشقة 16 ساعة سفر داخل هذه المركبة بعد حضورهم معرض القاهرة الدولي للاتصالات "Cairo ICT"، يبدأ الحديث وتتنامى الأماني بعقد مثيله في صعيد مصر عوضًا عن إضطرار أبنائه من التقنين قطع كل هذه المسافة لحضور هذا المحفل الدولي، استرسل الحديث ليكون نواة "صعيدي جيكس".
"صعيدي جيكس" مؤسسة غير هادفة للربح أُنشئت في العام 2011 من مجموعة شباب مصريين من الصعيد، تعمل على نشر التكنولوجيا والإنترنت في صعيد مصر تحديدًا وفي مصر والشرق الأوسط عموما، وتهدف إلى تنظيم وتوزيع جهود الشباب المصري لإقامة مجتمع جديد لرواد الأعمال من التقنين يهدف إلى نهضة ورقي صعيد مصر كجزء لا يتجزأ من البلاد.
"قنا ICT"، "أسيوط ICT"، الأقصر ICT"، وعلى شاكلتها في جميع محافظات الصعيد، الحلم الأول لمحمود أحمد، مؤسس "صعيدي جيكس" ومدير تطوير الأعمال، الذي تحدث فيه مع زملائه داخل القطار ليشاركوه الحلم والتنفيذ على مدار ما يقرب من 6 سنوات، ليضع أهل الصعيد وهو واحد منهم الذين يتجاوز الـ40 مليون على خريطة التنمية التكنولوجية.
"إيه ينقصنا!.. عندنا جامعات وخريجين"، السؤال الأول الذي طرحه "محمود" ليصل بأن ما يحتاجه الصعيد هو الاهتمام بالناحية التقنية لسد الفجوة الكبيرة بين قطاع التكنولوجيا والاتصالات سوق العمل في الصعيد، حيث يوجد الكثير من الشباب التقنينين ولديهم خبرات ولكن لا يستطيعون الالتحاق بسوق العمل لمركزية العمل في القاهرة وحدها ما يساعد على زيادة البطالة بالمحافظات الجنوبية، فأراد خلق مجتمع تكنولوجي في الصعيد يلفت نظر القاهريين ورجال الأعمال في الوطن العربي بأكمله، ليعمل شباب الصعيد في تخصصاتهم داخل مدنهم دون التوجه إلى القاهرة أو السفر إلى دول الخليج.
تعد "صعيدي جيكس" الآن أول منصة لرواد الأعمال والتقنيين بصعيد مصر، واتسع نشاطها حتى أصبح يغطي جميع محافظات ومدن صعيد مصر"، إيمانًا منهم بأن الصعيد جزء لا يتجزأ من مصر وأن نهضة مصر ستبدأ منه، لذا بدأول العمل بمحو الأمة التقنية، حسب حديث المؤسس لـ"الوطن"، بالتجول داخل 5 محافظات مختلفة وجد الشباب أن الثقافة التقنية بعيدة إلى حد كبير عن المجتمع الصعيدي، فالكثير لا يعرف كيفية استخدام "فيس بوك" أو حماية نفسه إلكترونيا وأشياء أخرى من هذا القبيل، فعمدوا إلى محو الأمية التقنية والتكنولوجية لكل الفئات في صعيد مصر بمختلف القرى والنجوع والمدن وكذلك المحافظات.
إضافة إلى تعزيز خبرات وتنمية مهارات الشباب والشابات التقنيين بصعيد مصر في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، والوصول إلى خَلق مجتمع تقني لروّاد الأعمال والمطورين والمبرمجين والمصممين لتبادل الأفكار ونقل الخبرات.
المرأة، عمود أساسي في المبادرة "بنات كتير عندها كمبيوتر بنعلمهم ازاي يشتغلوا فريلانسر"، من خلال مبادرة "التقنية لها" التي دُشنت في 2014 لتعليم الإناث التي تعاني من البطالبة، لرفض أهلها ال سفر للعمل في القاهرة أو بمدن أخرى، وعملوا على تمكين المرأة الصعيدية في مجال التقنية والتكنولوجيا وكذلك في كيفية العمل عن بُعد من خلال الإنترنت وتنمية المهارات التي درسنها في الكلية، وكذلك توعية الفتيات من غير التقنيين بكيفية استخدام الإنترنت والتعامل معه لتعليم أبناءها وحمايتهم عند الاستخدام.
"التعليم الذاتي"، مبادرة تقدمها "صعيدي جيكس" ليتطور التقنيين بعد التخرج وتعليهم أمن المعلومات وكيفية صناعة المحتوى وتحرير فيديو، وما إلى ذذلم ما يؤهلهم لسوق العمل، ومن خلال "مالكش حجة"، تعرف المبادرة الشباب بكيفية استخدام موارد الإنترنت بشكل صحيح للتعلم وإيجاد فرص عمل والتعرف على مواقع تعليمية ومواقع خاصة بالعمل عن بُعد، والتسويق والبيزنس.
تأهيل ذوي الإعاقة والمكفوفين وتعزيز قدراتهم في المجال التقني والتكنولوجي، برنامج أساسي في المؤسسة بدأ منذ 3 أعوام في الأقصر وسوهاج وأسيوط، لدمجهم في المجتمع وتوفير فرص عمل كريمة تراعي ظروفهم الخاصة.
120 شابا وفتاة، هم فريق عمل "صعيدي جيكس" من 10 محافظات مختلفة، نظموا أكثر من 5 آلاف ورشة تدريبية على مستوى المحافظات، ومن المقرر قريبًا أن تتيح المؤسسة عبر موقعها الإلكتروني أرشيف كامل للتدريبات وورش العمل بالصور والفيديو ليستفاد أكبر قطاع ممكن.
ويخطط مؤسس "صعيدي جيكس" خلال الـ10 سنوات القادمة أن تكون هناك شركات في كل محافظات الصعيد في القطاع التقني والتكنولوجي لتغطية الفجوة الموجودة بين سوق العمل والشباب، مشيرًا إلى تسهيلات حصلوا عليه من مؤسسات حكومية كمراكز الشباب ومكتبة مصر لاستضافة تدريباتهم، متمنيين أن يكون هناك دعمًا حكوميًا أو غيرها من القطاع الخاص لدعم هذا المجال في الصعيد.