والد الفلسطينية «عهد»: ابنتى صامدة فى مواجهة الاحتلال وترفض التفوه حتى باسمها فى التحقيقات.. وهناك اتجاه لإبقائها فى السجن لأطول فترة ممكنة
باسم التميمى
فى ساعة متأخرة من مساء ليلة 18 ديسمبر الماضى، اقتحمت أكثر من 20 دورية إسرائيلية قرية النبى صالح بالضفة الغربية، لاعتقال طفلة لم تكمل عامها السابع عشر بعد، إلا أن تغيراً لم يطرأ على ملامح وجهها الذى يكسوه الشعر الأشقر، سوى نظرة التحدى التى تبديها «رمز الشجاعة الفلسطينية» عهد التميمى.
«الوطن» حاورت والدها باسم التميمى، الذى أكد ارتفاع الروح المعنوية لابنته رغم وجودها بين يدى الاحتلال فى استجواب حالياً لا تتفوه خلاله بكلمة «حتى اسمها ما نطقته»، هكذا قال والد «عهد» الذى أكد فخره واعتزازه بالمناضلين الشباب المدافعين عن القدس.. وإلى نص الحوار:
باسم التميمى لـ«الوطن»: لا نعوِّل على عدالة محكمة الاحتلال الإسرائيلى
بداية، أعطنا تفاصيل عن تطورات محاكمة ابنتك «عهد» أمام قضاء الاحتلال الإسرائيلى؟
- أتوجه حالياً لشرطة الاحتلال بعد استدعائى للمثول للتحقيق، وكل محاولات محامى «عهد»، وهو إسرائيلى من شباب المقاومة يدعى «جوناثان»، لإخلاء سبيلها، باءت بالفشل، وهى الآن على ذمة التحقيق مع والدتها «ناريمان» التى اعتقلت مع ابنتى وتخضعان للتحقيقات معاً، إلا أن سلطات الاحتلال أرسلت ابنتى إلى غرفة منفصلة عن الموجودة فيها زوجتى فى سجن «هشارون» شمال فلسطين المحتلة، وهو سجن للإسرائيليات الجنائيات.
وما توقعاتك لما ستؤول له الأمور أمام جلسات المحكمة العسكرية الإسرائيلية؟
- المحكمة الإسرائيلية هى جزء من مكونات هذا الاحتلال مثلها مثل نقاط الشرطة، ولا نعوِّل كثيراً على عدالة تصدر من هذا الاحتلال، وأعتقد أنهم يسيرون فى اتجاه إبقاء ابنتى وزوجتى داخل السجن لأطول فترة ممكنة، استجابة للرأى العام اليمينى المتطرف بالمجتمع الإسرائيلى الذى يطالب بأقصى عقوبات على شباب المقاومة الفلسطينية. ورغم أنهم لم يسمحوا لنا بالحديث مع ابنتى، فإن روحها المعنوية مرتفعة جداً، وشاهدتها وهى محاطة بمجموعة من الشرطيات الإسرائيليات فى تشديد أمنى قوى عليها، إلا أن ذلك لم يجعلها تتراجع عن صمتها ولم تتفوه حتى باسمها أثناء التحقيق، وهو ما يعكس إرادتها القوية والصلبة، ونتمنى أن تخرج من هذا المأزق أقوى مما كانت عليه كما عهدها شعبها وأهلها.
يد ابنتى تأذت من صفع وجه الجندى الصهيونى.. ورسالتها تدعو للنضال والتحرير بعيداً عن الأيديولوجيات
أخبرنا عن تاريخ النضال لابنتك فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلى؟
- فى الحقيقة هذه هى المرة الأولى التى تعتقل فيها ابنتى، وهى لا تزال طالبة فى الثانوية العامة الفرع الأدبى فى مدرسة البيرة الثانوية للبنات، إلا أن «عهد» برزت إعلامياً منذ كانت يافعة، حيث لفتت أنظار العالم بتحديها للجنود الإسرائيليين الذين اعتدوا عليها وعلى والدتها الناشطة ناريمان التميمى فى مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان فى قرية النبى صالح الواقعة غرب رام الله فى أغسطس 2012، فى مشهد تناقلته وسائل إعلام عالمية. منذ طفولتها، عُرفت «عهد» بين أقرانها أنّها دائمة التصدى وتحدى جيش الدفاع الإسرائيلى فى اعتداءاته على عائلتها وجيرانها، إذ تمكنت من تخليص شقيقها «محمد» الذى كان يعانى من كسور فى يديه بعد أن عضت يد أحد الجنود الإسرائيليين الذين حاولوا اعتقاله، وشاركت «عهد» منذ عمر الرابعة معى ووالدتها فى العديد من المسيرات والمظاهرات، رفضاً للسياسات التى تفرضها السلطات الإسرائيلية ضد منطقتها، وذكرت أنها كانت تؤمن بما تفعل تماماً، وترى أنّ الخروج فى المسيرات المناهضة للسياسات الإسرائيلية حافز للناس للاستمرار فى النضال.
وما تعليقك على التهم الموجهة من الاحتلال الإسرائيلى لـ«عهد» بأنها اعتدت على جنود إسرائيليين؟
- أعتقد أن يد ابنتى «عهد» هى التى تأذت من وجه الجندى الصهيونى المتطرف الذى صفعته، وعلينا أن نتقدم بشكوى ضد وجه هذا الجندى الذى صفعته «عهد»، وما تفعله ابنتى هو رسالة يحملها جيل من الشباب الفلسطينيين بأن يحرروا بلادهم بعيداً عن أى أيديولوجيات، ويسلكوا طريق نضالهم دون أى شكل من أشكال الهزيمة أو الانحراف من أجل المصلحة كما فعل البعض.