خلال السبع سنوات الماضية شهدت مصر أحداثاً لم تشهدها طوال تاريخها، خاصة فى السنوات الأربع الأخيرة، وتكالب عليها أعداء الداخل والخارج بهدف تركيعها والوصول بها إلى حال دول كثيرة فى المنطقة، ولكن الله حفظها بفضل تماسك شعبها العظيم ومساندته لمؤسساته وقيادته الوطنية، المتآمرون كانوا يتوقعون انهيار مصر وأن يظل الشعب فى حالة غضب وثورة دائمة ولا تكون هناك فرصة للبناء، وبالتالى تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية، وهذا لم يحدث ثم راهنوا على عدم تقبل الشعب للقرارات الاقتصادية وزيادة الأسعار وتحرير سعر الصرف ولكنه تحمل وضرب أروع الأمثلة فى الوطنية والانتماء لبلده، نحن نودع عام 2017 بالتزامن مع قرب انتهاء الفترة الرئاسية الأولى للرئيس السيسى الذى تولى حكم البلاد برغبة شعبية جارفة فى ظروف صعبة، وبقراءة سريعة فى مدة حكمه سوف نجد أن هناك إنجازات كثيرة تحققت وأخرى ما زلنا ننتظرها، ونستطيع القول إن الرئيس نجح فى العبور بالبلاد إلى شط الأمان، وإنه انتصر على الإرهاب رغم بعض الحوادث الخسيسة التى تقع من حين لآخر، وعلى مستوى العلاقات الخارجية حققت الدبلوماسية المصرية إنجازاً كبيراً، فالعالم كله باستثناء دول قليلة لم تعترف بثورة 30 يونيو، الآن الصورة تغيرت وأصبح لمصر كلمة مسموعة وعلاقات متميزة مع كل الدول، أما ملف الأمن الداخلى ما تحقق فيه كان إعجازاً بعد أيام سوداء عشناها فى رعب وخوف من القتل والسرقة والبلطجة وكل الجرائم، فالحياة عادت 24ساعة كما كانت قبل 2011، التحدى الاقتصادى كان كبيراً، ولكن تحقق فيه الكثير وعلى كل المسارات، مشروعات قومية ضخمة وبنية أساسية هائلة وطفرة فى مجالات عديدة. القضاء على فيروس «سى» من الإنجازات التى تحسب للرئيس السيسى، كذلك القضاء على مشكلات كانت مزمنة وتؤرق حياة المواطنين، مثل انقطاع الكهرباء وطوابير الخبز والبوتاجاز والوقود ومكافحة العشوائيات، ولا يمكن أن ننسى تسليح جيشنا العظيم بأحدث الأسلحة، فهو العمود الفقرى للدولة المصرية، أيضاً إعطاء دور أكبر للأجهزة الرقابية للقضاء على الفساد، كذلك الجهود المبذولة لإصلاح البنية التشريعية وتهيئة المناخ للاستثمار، كشف حساب الثلاث سنوات ونصف للرئيس ملىء بالإنجازات الكثيرة التى تحتاج مقالات عديدة، ويتبقى أربعة ملفات أتوقع أن يحقق فيها الرئيس إنجازات أكبر، الملف الأول اختيار القيادات، لأنه أساس النجاح، فالمرحلة المقبلة تحتاج لرجال أكفاء يعملون بنفس سرعة وحماس وإخلاص الرئيس، لأن الشعور العام لدى المواطنين أن كثيراً من المسئولين الحاليين ليسوا على مستوى أهمية المرحلة، وأن بوصلة الاختيار استبعدت أصحاب الكفاءات، أيضاً ملف الصناعة أتوقع أن تشهد دفعة قوية من خلال إنشاء مصانع جديدة وإعادة تشغيل المغلقة (5000 مصنع) للقضاء على مشاكلنا فى الإنتاج والعملة والبطالة والأسعار، الملف الثالث هو دعم مؤسسات الدولة المدنية وعلاج مشاكل الجهاز الإدارى حتى لا يكون عائقاً أمام التنمية وأيضاً تشجيع القطاع الخاص والمستثمرين المحليين، لأنهم الأمل فى الإنتاج والتشغيل، الملف الرابع الفلاح المصرى ما زال مظلوماً رغم أنه أكثر الفئات إنتاجاً فى المجتمع، ورغم أن الرئيس طمأن الشعب حول حقه فى مياه النيل ولكن أتمنى حسم أزمة سد النهضة نهائياً حتى تطمئن قلوبنا، ختاماً الرئيس نجح فى تثبيت الدولة وأتوقع أن ينتقل بها إلى مرحلة الانطلاق الاقتصادى والإصلاح الشامل للصحة والتعليم، ولدىّ ثقة بأن المقبل أفضل وأن المواطن سوف يُكافأ على تحمله للصعاب ويشعر بمن يحنو عليه ويرفق به ويحصد ثمار الإنجازات والتنمية والاستقرار، وكل عام ونحن جميعاً مسلمين ومسيحيين بخير وأكثر حباً لبلدنا وتحيا مصر رغم كيد الحاقدين.