جدل بسبب منع أطباء من العمل الخاص بعد زيادة مرتباتهم لـ«30 ألف جنيه»
إبراهيم
أثار قرار وزير الصحة والسكان، الدكتور عماد الدين راضى، ردود فعل متباينة بين الأطباء، بشأن زيادة مرتب طبيب الأسرة داخل منظومة التأمين الصحى الجديد، من 1300 جنيه إلى 30 ألف جنيه، على أن يتم منع الأطباء ضمن المنظومة من العمل الخاص، حيث يرى البعض أن هذا الراتب أقل بكثير مما يُحقّقه الطبيب من أرباح داخل عيادته، الأمر الذى سيؤدى إلى نفور الأطباء ذوى الخبرة وأصحاب التخصّصات الدقيقة من هذه المنظومة، بينما رحّب آخرون بالقرار، حتى إن كان على حساب دخلهم، لكونه الطريق الوحيد لتوفير الجهد المبذول فى التنقّل بين العيادات الخاصة.
«عاطف»: القرار غير مقبول.. وأجر عملية «الزايدة» فى ساعة 15 ألف جنيه.. و«حسن»: الاستقرار فى مكان واحد أفضل من التنقل بين العيادات يومياً
ويرفض طبيب الأمراض الصدرية الدكتور عاطف عفيفى، هذا القرار نسبياً، رغم أنه عمل وفق نظام مشابه لذلك بالسعودية قبل أعوام، حينما كان طبيباً بها، ويرى أن الوضع مختلف فى مصر، حيث هناك الكثير من الأطباء يزيد دخلهم على ذلك بصورة كبيرة، موضحاً أن مسألة قبول الأطباء العمل وفق هذا النظام يعود إلى عدة اعتبارات، كان من ضمنها طبيعة عمل الطبيب نفسه: «الطبيب لو شاف أن ده مناسب بالنسبة ليه هيوافق ولو ماكانش مناسب هيرفض»، عملية جراحية واحدة لأحد الجراحين قد تصل إلى أضعاف الراتب الشهرى الذى تم تحديده، حسبما قال «عاطف»، ومن ثم فإن فكرة التخصّص كانت مهمة من وجهة نظره، حيث يتم تحديد الرواتب وفق تخصّص الطبيب وخبرته: «إجراء عملية الزايدة فى ساعة بـ15 ألف جنيه، وبالتالى ماينفعش يبقى كل تخصص زى التانى، وعلشان يظبط الموضوع ده لازم يرجع للأطباء نفسهم».
نفور الأطباء ذوى الخبرات من منظومة التأمين الصحى أمر فى غاية الخطورة، من وجهة نظر «عاطف»، فى حال ما إذا تم تطبيق هذا الأمر، ومن ثم كان البحث عن حلول تُرضى جميع الأطراف ضرورة لا غنى عنها: «ممكن يسيبهم فى العيادات بتاعتهم ويديهم مرتبات على قد وقت التأمين أو يزود عدد الدكاترة نفسهم فى المستشفيات، بحيث أن الفترات كلها تبقى مليانة والمريض ياخد خدمة كويسة»، مشيراً إلى ضرورة إعادة النظر مرة أخرى فى هذا القرار بصورة يتوافق عليها الجميع، قبل أن يختم حديثه، قائلاً: «هم كده بيحدّدوا إقامة جبرية للطبيب، لأن العيادة عبارة عن الرئة اللى بيتنفس بيها».
ويرفض الدكتور عمرو حسن، استشارى النساء والتوليد بطب قصر العينى القرار بصورة كاملة، ويرى أن الأمر قد يكون مناسباً لبعض الأطباء الذين يفضّلون الاستقرار فى مكان واحد، بدلاً من التنقل بين عيادة وأخرى يومياً، إلا أن الأزمة بالنسبة له كانت فى مدى إمكانية توفير مخصّصات مالية من عدمه لهؤلاء الأطباء: «كتير كنا بنسمع عن زيادات فى مرتبات أو حاجة، لكن فى النهاية مابيكونش فيه ميزانية تكفى».
ويواصل حسن كلامه: «تفرّغ الطبيب للعمل فى مكان واحد من أفضل الأمور التى تساعد على تقديم خدمة صحية أفضل، حيث تكمن الأزمة الصحية فى مصر، فى أن طرفى العملية غير راضين عنها، فهناك طبيب يرى نفسه مظلوماً، ومريض غير راضٍ عن الخدمة، وبالتالى فإن محاولة حل هذا الأمر وفق قرار الوزير قد تساعد فى إرضاء الطرفين». ويعبّر الدكتور «إبراهيم حنفى»، رئيس قسم الكلى بمستشفى أبو المطامير بالبحيرة عن رضاه التام على القرار رغم اعترافه بأن البعض يُحقّق أضعاف هذا الراتب الشهرى، لكنه ينظر إلى الأمر من زاوية مختلفة: «كلنا كأطباء منهارون اجتماعياً، لأن الطبيب مابيعرفش يقعد مع أولاده ساعة على بعضها، وبالتالى لما أشتغل فى مكان واحد لحد الساعة 5 المغرب، هاكون مرحب جداً لأنى هالاقى وقت لنفسى ولأسرتى».