أيام «مو» فى «ليفربول»: يلتزم بمواعيد التدريب وتعليمات المدرب
النجم المصرى لبى طلب طفلة مريضة طلبت التصوير معه
تبدو الإنجازات التى يحققها محمد صلاح فى الملاعب الأوروبية بمثابة حلم حقيقى بالنسبة لجمهوره، حيث لم يتخيل أحد أن تعلو مكانة «صلاح» إلى الحد الذى وصل له الآن، لكن المقربين منه كانوا يعلمون تماماً أن نشأته وأخلاقه العالية ستصل به إلى ذروة المجد الذى يستحقه، ولم يكتفِ هداف منتخب مصر فى تصفيات كأس العالم بحفر اسمه عبر إنجازاته داخل الملعب، بل نجح فى رسم اسمه بأحرف من ذهب داخل قلوب كل متابعيه بلمساته ومساهماته الإنسانية خارج الملعب.
ومنذ وطئت قدماه مدينة ليفربول أظهر «صلاح» التزاماً كبيراً داخل وخارج الملعب، حيث يحرص على الحضور مبكراً إلى مقر التدريب وانتظار بدء المران مع الالتزام الكامل بكل ما يطلبه منه الجهاز الفنى بقيادة الألمانى يورجن كلوب، الذى أثنى على أخلاق محمد صلاح متنبئاً بوصوله إلى مكانة كبيرة فى ظل التزامه الكبير.
يقضى معظم أوقاته فى إنجلترا مع زوجته وطفلته.. ويرفض السهر فى الملاهى الليلية.. ويحرص على الاحتفاء بزائريه المصريين
وعند الانتهاء من التدريب يحرص «صلاح» على العودة فوراً إلى منزله حيث زوجته وطفلته «مكة»، ويولى نجم منتخب مصر أهمية كبيرة لعائلته الصغيرة، وحال قرر الخروج من بيته فى «ليفربول» فإنه يقابل بعض الأصدقاء المقربين منه، خاصة حمادة السعيد «زوج شقيقة محمد زيدان» الذى كان مقرباً منه منذ قدومه الأول إلى إنجلترا، عندما انتقل إلى تشيلسى قادماً من صفوف بازل السويسرى، واستمرت الصداقة بينهما عندما عاد محمد صلاح إلى الدورى الإنجليزى عبر بوابة ليفربول. وعلى المستوى الرياضى فإن «صلاح» كان قريباً للغاية من رمضان صبحى، الذى يلعب فى صفوف «ستوك سيتى»، لكن مع قدوم أحمد حجازى إلى نادى ويست بروميتش ألبيون، ازداد الترابط بين «صلاح وحجازى» وتتبادل أسرتا اللاعبين الزيارة، خاصة مع قرب مكان إقامة كل منهما للآخر، بالإضافة إلى خروج أسرتيهما معاً فى العطلات الأسبوعية والرسمية.
ويحرص محمد صلاح على الاحتفاء بكل الزائرين المصريين للأراضى الإنجليزية بشكل عام، ولمدينة ليفربول بشكل خاص، وأظهر كرم الضيافة عندما استقبل محمد أبوتريكة، نجم كرة القدم المصرية السابق، حين قام بزيارة خاصة لنجم ليفربول وقت تسلمه جائزة أفضل لاعب فى القارة الأفريقية عن عام 2017، حسب استفتاء هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، كما حرص على استقبال كرم كردى، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، الذى هنأ «صلاح» على إنجازاته بالتنافس على لقب هداف الـ«بريميرليج» ونيل جائزة الـ«بى بى سى».
وعندما خاض لاعبو منتخب مصر للأسكواش بطولة العالم، التى نُظمت فى مدينة مانشستر، حرص محمد صلاح على الانتقال إلى هناك ليشد من أزر اللاعبين المصريين، وحرص على التقاط الصور التذكارية معهم فى لفتة نالت استحسان أبطال اللعبة الذين حسموا لقبى الرجال «محمد الشوربجى» والسيدات «رنيم الوليلى».
وكان صلاح بدأ أولى خطواته فى عالم الاحتراف الأوروبى من أراضى سويسرا عبر نادى بازل، وتألق اللاعب المصرى بشكل لافت داخل الملاعب السويسرية، وسجل العديد من الأهداف فى شباك المنافسين، لكن أهدافه خارج الملعب كانت أقوى تأثيراً، وكان محمد صلاح حريصاً على زيارة دور الأيتام من آن لآخر، وكانت تزيد زياراته خلال شهر رمضان المبارك بالذات، مع تقديم بعض المساعدات المالية للدور المحتاجة للدعم.
«مومو» عن «الريدز»: اعتدت اللعب بفريق ليفربول فى ألعاب الفيديو عندما كنت فى 18 من عمرى.. وأشعر بالسعادة عندما تغنى الجماهير باسمى
وعندما انتقل «صلاح» من «بازل» إلى «تشيلسى» الإنجليزى، كانت نقلة كبيرة فى مشوار احترافه، خاصة أنه أصبح تحت يد واحد من أفضل مدربى الكرة، وهو البرتغالى جوزيه مورينيو، ولكن الأخير لم يمنح الفرعون المصرى فرصة كاملة، وهو ما أهدر فرصة اللعب فى الدورى الإنجليزى الممتاز على محمد صلاح، واضطر للانتقال إلى إيطاليا معاراً، ثم على شكل انتقال نهائى، بدءاً من نادى فيورنيتنا، حتى انتقل إلى نادى روما، وانتظر البعض نهاية اللاعب وانهيار مشواره، لكن نشأة «صلاح» منحته صلابة وتحملاً لمثل تلك المواقف، وهو ما جعله يكتب اسمه بحروف من نور فى الفترة التى قضاها فى إيطاليا سواء داخل الملعب أو خارجه. وقد تميز محمد صلاح بسلوك منضبط مع زملائه واللاعبين المنافسين، وكان حريصاً على التعامل مع الجماهير بكل تواضع، مبدياً احترامه لمشجعى الفرق المنافسة، وهو أمر غير سائد فى الملاعب الإيطالية بالذات.
وخارج أسوار الملعب ارتفعت أسهم النجم المصرى فى أعين المجتمع الإيطالى، خاصة بعد التبرع بـ60 ألف يورو من أجل ترميم أحد المساجد القديمة بمدينة «فلورنسا»، وهو ما دفع مسئولى إقليم «توسكانا»، معقل نادى فيورنتنيا، للتفكير فى تكريم «صلاح» لأنه يقدم جزءاً من ماله للأعمال الخيرية خارج حدود بلده، واهتمت وسائل الإعلام الإيطالية بما قدمه محمد صلاح، ووصفت «كالتشيو نيوز» ما فعله النجم المصرى بـ«التصرف النبيل»، وتم اعتبار «صلاح» نجماً يجمع بين الأخلاق العالية والمهارات الكروية.
وكما يحتفى الإعلام الإيطالى بالفترة التى عاشها «صلاح» داخل أراضى إيطاليا، فإنه أيضاً يعتز بتلك الفترة، خاصة خلال العامين اللذين قضاهما فى العاصمة الإيطالية روما، مشيراً إلى أنه لا يجد من الكلمات ما يصف به روعة تلك الفترة، وأن الحياة فى روما تختلف عن باقى المدن التى عاش فيها، معبراً عن اعتزازه بالجماهير الإيطالية التى منحته الحب والاحترام، ولم ينسَ توجيه الشكر إلى «سباليتى»، المدير الفنى السابق لروما، موضحاً أنه تعلم منه الكثير فى فنون التكتيك وكيفية مساندة الدفاع.
وبعدما أثبت جدارته فى إيطاليا، جاءت الفرصة مرة أخرى للعودة إلى الـ«بريميرليج»، وهذه المرة من بوابة ليفربول، وبالرغم من تشكيك الصحف والإعلام الإنجليزى فى قدرة «صلاح» على النجاح فى أقوى دورى فى العالم، فإن رده كان قاسياً على الجميع بعدما أصبح أهم لاعبى فريق الـ«ريدز»، وبل ونافس على لقب هداف الدورى بالرغم من كونه جناحاً وليس مهاجماً صريحاً.
وعلى المستوى الاجتماعى لم تختلف حياة محمد صلاح كثيراً، بشهادة زملائه فى الفريق، الذين يؤكدون أنه يقضى معظم أوقاته مع زوجته وطفلته «مكة»، رافضاً قضاء أى سهرة فى أحد الملاهى الليلية، مثلما يفعل معظم نجوم الكرة بأوروبا، خاصة خلال فترة الإجازات.
ولم يتوقف عمل محمد صلاح الخيرى فى أرض الإنجليز، حيث حرص على زيارة أحد مستشفيات الأطفال برفقة زملائه فى «ليفربول» قبل بدء فترة الأعياد، كما أنه وقع على حذاء خاص به، وتم عرضه فى مزاد، وعاد ريعه إلى مؤسسة نادى ليفربول الخيرية.
وعن فترة الصعود الأبرز مع ليفربول، قال «صلاح»: «اعتدت اللعب بفريق ليفربول فى ألعاب الفيديو، حينما كنت فى الـ18 والـ19 من عمرى، وكان الفريق يضم جيرارد وسامى هيبيا وكاراجر ومايكل أوين وتشابى ألونسو، تذكرت أيضاً الأجواء التى عشتها حينما واجهت ليفربول أمام آنفيلد، طريقة اللعب هنا مختلفة عن روما، لهذا احتجت من أسبوعين إلى ثلاثة حتى أتأقلم، الجميع يسألوننى ما إذا كان الوقت الذى قضيته فى تشيلسى قد أفادنى عندما جئت إلى ليفربول، وحتى أكون صريحاً المدرب، واللاعبون، والأجواء هم من ساعدونى أكثر من أى شىء آخر».
وتابع: «أشعر بالسعادة حينما تقوم الجماهير بغناء اسمى، أتمكن من سماعهم على أرضية الملعب ويجعلوننى سعيداً، أتوجّه بالشكر لهم على هذا، حقا أنا أحترمهم كثيراً، أن تقوم الجماهير بغناء اسمك عقب ثلاثة أشهر فقط، شىء كبير للغاية بالنسبة لى ويعنى لى الكثير».